
تراجع زوج اليورو/الدولار الأمريكي وسط التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وحالة عدم اليقين الاقتصادي
شهد زوج العملة اليورو/الدولار الأمريكي تراجعًا على الرغم من ضعف الدولار الأمريكي، حيث أدت التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين إلى إثارة مشاعر سلبية في السوق. وتم الإعراب عن مخاوف متزايدة بشأن احتمالية حدوث أزمة مالية، والتي تُعزى إلى حد كبير إلى السياسات التجارية للإدارة الأمريكية الحالية.
خلال جلسة التداول الآسيوية يوم الإثنين، استقر زوج اليورو/الدولار الأمريكي عند مستوى 1.1360 تقريبًا، بعد أن شهد ارتفاعًا في وقت سابق. ويمكن ربط هذا الارتفاع الأولي بارتفاع اليورو مع ضعف الدولار الأمريكي في ظل المخاوف من حدوث ركود عالمي بسبب تصاعد النزاع التجاري بين البلدين.
وقد شهدت التطورات الأخيرة قيام الصين برفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية بشكل كبير من 84% إلى 125%، ردًا على قرار الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%. وفي محاولة للتخفيف من حدة النزاع التجاري، أعلن الاتحاد الأوروبي تعليقًا مؤقتًا للتعريفات الانتقامية المقترحة، مما يعكس الإجراءات المماثلة التي اتخذتها واشنطن على أمل تعزيز المحادثات بين الطرفين.
كما أعربت شخصيات سياسية ألمانية عن مخاوفها بشأن التداعيات الاقتصادية للنزاعات التجارية المستمرة، وأشارت إلى أن السياسات الحالية قد تسرّع من ظهور أزمة مالية. كما دعوا إلى إبرام اتفاقية تجارية جديدة بين أوروبا والولايات المتحدة، مؤكدين على فوائد إلغاء التعريفات الجمركية تمامًا.
في غضون ذلك، واصل مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، اتجاهه الهبوطي، حيث انخفض إلى ما دون مستوى 100.00 واقترب من أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات. ويُشير هذا التراجع إلى تراجع ثقة المستثمرين، متأثرين بالمؤشرات الاقتصادية السلبية والتعليقات الحذرة من مسؤولي البنك المركزي.
كشفت الاستطلاعات الأخيرة عن انخفاض في معنويات المستهلكين، مع ارتفاع توقعات التضخم بشكل ملحوظ. كما تذبذبت مطالبات البطالة أيضًا، مما زاد من تعقيد مشهد التوظيف. لا تزال التوقعات الاقتصادية تخيم عليها الشكوك المحيطة بالمفاوضات التجارية، مما يجعل الطريق أمامنا غير قابل للتنبؤ بشكل خاص.