27/10/24

68

أسعار الفضة دائما ما كانت تسلك اتجاها مرافقا لاتجاه الذهب، وطالما نظر الناس إلى الفضة كونها أحد أهم المعادن الثمينة التي تستخدم كوسيلة للتحوط إلى جانب الذهب، ولذلك فدائما ما كانت الفضة تسلك مسارا مشابها لمسار الذهب سواء في الصعود او الهبوط.

 ولكن مؤخرا لم تعد الفضة مجرد مخزن للقيمة وحسب، بل أصبح لها طلب خاص يتعلق بالصناعة ومن ثم أصبح لها قيمة استعمالية جنبا إلى جنب مع قيمتها كمعدن ثمين. وخلال السطور التالية نلقي نظرة على أهم مستجدات سعر الفضة وعلاقته بسعر الذهب وتوقعات أداءه.

الفضة كوسيلة للتحوط

برزت أهمية الفضة كأحد أصول التحوط ضد التقلبات المالية والاقتصادية من قديم الزمن، وكانت دائم ينظر إليها كونها وسيلة التحوط الأقل تكلفة، إذ أن المعادن الثمينة الأخرى تكلفتها أعلى وهو ما يمثل عائق أمام المستثمرين الذين يبحثون عن الموازنة بين حيازة أصول التحوط وسهولة تسييل الأصول من جانب آخر.

 فمثلا عند اقتناء أوقية الذهب، فإنه إذا احتاج المستثمر لسيولة سيضطر لبيع أوقية قد يتجاوز ثمنها 2700 دولار، ولكن بالنسبة للفضة فإنه يستطيع أن يبيع منها عدد من الأوقيات بقدر حاجته للسيولة فقط، إذ أن أسعار الفضة حاليا تتحرك حول 33 دولار فقط، وهو ما يمكن رؤيته من خلال شاشة أسعار أكسيا. انضم الآن.

الطلب الصناعي وأسعار الفضة

 هناك عامل آخر يدعم تحركات أسعار الفضة، فبجانب كونها معدن ثمين، فإن الفضة أيضا لها طلب صناعي كبير خاصة فيما يتعلق بصناعات الاقتصاد الأخضر أو الصناعات صديقة البيئة، كما تدخل في صناعة أجزاء السيارات الكهربائية وبطارياتها، وهو ما ينظر إليه كونه أحد أهم الدعائم التي ستساعد أسعار الفضة في المستقبل.

فبحسب مؤسسة “معهد الفضة” فإن الطلب الصناعي على الفضة بلغ نحو 654 مليون أوقية في عام 2023، ويُتوقع أن يرتفع هذا الطلب خلال العام الجاري 2024 ليسجل 710.9 مليون أوقية، بما يمثل نموا بنسبة 9% على أساس سنوي، وفي مقابل ذلك فإن حجم المعروض من الفضة من المتوقع أن يتراجع خلال العام الجاري بنسبة 1% ليسجل 823 مليون أوقية فقط، وهو ما يدعم توقعات أسعار الفضة.

وبحسب تقرير “معهد الفضة” فإن الطلب على الفضة المتعلق بالصناعات الكهربائية والإلكترونية قد يبلغ خلال العام الجاري نحو 485.6 مليون أوقية بما يعني أن نحو 68% من الطلب يأتي من تلك الصناعة التي تتطور وتتوسع يوما بعد يوم.

علاقة الارتباط بين أسعار الفضة والذهب

دائما ما كانت علاقة الارتباط بين الذهب والفضة إيجابية، فلكون الإثنين يتم استخدامهما كوسيلة للتحوط، فإن كلاهما يسلكان نفس الاتجاه في حالة النمو الاقتصادي أو التضخم. ولكن تتميز أسعار الفضة عن الذهب في أنها تتضرر بشكل لافت أثناء حدوث انكماش اقتصادي نظرا لكون الطلب عليها جزء كبير منه لأغراض صناعية.

ويقول خبراء في أسواق المعادن أن النسبة بين أسعار الفضة والذهب كانت في العادة تستقر حول 60:1 بما يعني أنك تحتاج إلى بيع 60 أوقية فضة للحصول على أوقية واحدة من الذهب، ولكن مؤخرا شهدت ارتفاعا في بعض الأوقات لتصل إلى 100:1 أحيانا، يرى الخبراء أن تراجع تلك النسبة يعتبر من أهم المؤشرات على اتجاه أسعار الفضة للصعود.  ومن الجدير بالذكر أن علاقة الارتباط الإحصائية بين الذهب والفضة تصل إلى 0.9% مما يشير إلى ارتباط إيجابي قوي بين حركة سعر المعدنين.

كيف كان أداء أسعار الذهب والفضة منذ بداية العام؟

شهد العام الجاري صعودا لافتا في أسعار الفضة والذهب، وكان ذلك الصعود مدفوع أولا بالضخم الذي بلغ مستويات مرتفعة جدا في مختلف أنحاء العالم وخاصة الاقتصادات المتقدمة، ثم بدء موجة التيسير النقدي وخفض الفائدة، وذلك تزامنا مع تصاعد موجة التوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة في العالم؛ سواء في الحرب الروسية الأوكرانية أو في الحرب على غزة والتوترات العسكرية في البحر الأحمر.

ومنذ بداية العام، سجلت أسعار الذهب صعودا بنسبة 37% لتستقر أسعار الذهب حاليا عند 2721 دولار للأوقية، في حين أن أسعار الفضة ارتفعت بنسبة 48% منذ بداية العام لتسجل 33.8 دولار.

وقد علق “حمد حسين” الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونومكس بأن أسعار الفضة خلال العام الجاري شهدت زخما أقوي من الذهب نظرا لقوة الطلب الصيني على الفضة خلال هذا العام والذي كان مدفوعا بتسارع نشاط تصنيع لوحات الطاقة الشمسية والتي شكلت بالفعل 15% من إجمالي الطلب على الفضة في عام 2023. كما أشار إلى أن هناك مؤشرات تشير لتفضيل عدد كبير من المستثمرين الاتجاه للفضة حاليا أكثر من الذهب.

أسعار الفضة إلى أين؟

تشير توقعات الخبراء إلى أن أسعار الفضة حاليا تتجه لاستهداف مستويات 50 دولار للأوقية، فيما يرى خبراء آخرون أن التوقع الأكثر قدرة على التحقق هو أن تسجل الأسعار 47 دولار للأوقية خلال العام الجاري مع مواصلة الاتجاه الصاعد.

الخلاصة

أسعار الفضة تشهد زخما كبيرا خلال الفترة الراهنة ومن المتوقع أن يتواصل ذلك الزخم خلال الفترة المقبلة بدعم من الطلب الصناعي القوي على الفضة إلى جانب أغراض التحوط ضد عدم اليقين الاقتصادي. ولمعرفة أفضل الطرق والاستراتيجيات لتداول الفضة، قم بالانضمام الآن إلى أكسيا.