15/09/24

403

كثيرا ما نقرأ في العناوين الرئيسية أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أو خفض أو أبقى على أسعار الفائدة، حيث يعتبر هذا الحدث هو الأكثر أهمية للمتداولين والمستثمرين في جميع أنحاء العالم لأن قرار سعر الفائدة لا يؤثر على الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل يؤثر أيضا على الاقتصاد العالمي. فلماذا تعتبر قرارات سعر الفائدة مهمة؟ وكيف تؤثر على أسواق التداول؟ استمر في القراءة لمعرفة ذلك!

ماذا نقصد بسعر الفائدة الأمريكية؟
هو سعر الفائدة الذي تفرضه الفيدرالي على الاقتراض والإيداع بينه وبين البنوك ويتم تحديد سعر الفائدة بين البنوك وبعضها وبين البنوك وعملائها بناء على سعر الفائدة الرئيسي الذي يحدده الفيدرالي.
ويؤثر سعر الفائدة الذي يحدده الفيدرالي على كافة الأوعية الادخارية، فيؤثر على عوائد شهادات الإيداع (CDs) وحسابات التوفير، وكذلك أسعار الفائدة على بطاقات الائتمان وقروض السيارات.
لذا تؤدي أي تغييرات في سعر الفائدة إلى حركة كبيرة في الأسواق المالية ككل ولها تأثير خاص على الدولار الأمريكي. ولمعرفة المزيد حول أثر أسعار الفائدة على أسواق المال، يمكنك الاطلاع على المقالات التعليمية لموقع أكسيا.

ما هي أهمية سعر الفائدة الأمريكية؟
يسعى البنك الفيدرالي الأمريكي دائما للحفاظ على استقرار التضخم عند معدل 2٪ ويعتبر سعر الفائدة هو الأداة الأهم لتحقيق هذا الهدف، ولذا تعتبر السيطرة على التضخم من أهم أسباب رفع أو خفض سعر الفائدة الأمريكي، كما أنها تؤثر في كل جانب من جوانب الاقتصاد، بداية من إنفاق المستهلكين إلى الاستثمار في الأعمال التجارية، والعقارات، ومستويات التوظيف.
وبالتالي يمكن أن تؤدي التغيرات في أسعار الفائدة إلى هدوء النشاط الاقتصادي أو تحفيزه، ومن هنا تأتي أهميتها في السياسة النقدية والتخطيط المالي.

سعر الفائدة الأمريكية بين المستوى الأعلى والأدنى
عندما كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي بول فولكر في الثمانينيات، شهد سعر الفائدة الأمريكية ارتفاعا إلى 19-20%، إذ كان فولكر عازمًا على التغلب على أسوأ أزمة تضخم في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي مقابل ذلك، انخفضت أسعار الفائدة مرتين على مدار تاريخ الاحتياطي الفيدرالي إلى أدنى مستوى لها عند 0-0.25%، حيث كانت المرة الأولى أثناء الكساد العظيم ثم في فترة الأزمة المالية في الفترة 2007-2009.
وفي انعكاس تاريخي جديد لأسعار الفائدة المنخفضة، بدأ الاحتياطي الفيدرالي في مارس 2022 في رفع أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ الثمانينيات للسيطرة على التضخم في فترة ما بعد جائحة كورونا. وقد تم رفع الفائدة لـ 11 مرة متتالية بقيمة 5.25 نقطة مئوية. ومن بين تلك الزيادات الإحدى عشر، وافق الاحتياطي الفيدرالي في أحد الاجتماعات على زيادة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية، وهي أكبر زيادة منذ عام 1994.
إيجابيات وسلبيات رفع سعر الفائدة الأمريكية

• أسعار الفائدة والإنفاق
تقوم البنوك بشكل أساسي بتمرير أسعار الفائدة المرتفعة إلى المقترضين، مما يعني أنه عندما ترتفع سعر الفائدة الأمريكية، ترتفع كذلك أسعار الفائدة على الرهون العقارية وبطاقات الائتمان ومعظم القروض التجارية والاستهلاكية الأخرى. لذا عندما ترتفع أسعار الفائدة، يكون الهدف هو تقليل كمية الأموال المتاحة، مما يجعل الحصول على المال أكثر تكلفة فيقل الإنفاق.
وعلى العكس، عندما تنخفض أسعار الفائدة، تقل تكلفة الحصول على الأموال والاقتراض، وبالتالي يزداد المعروض النقدي. بعبارة أخرى، كلما انخفض سعر الفائدة، زاد استعداد الناس وقدرتهم على اقتراض الأموال.

• أسعار الفائدة والتضخم والركود
عندما يبدأ التضخم في الارتفاع بسرعة كبيرة، غالبًا ما يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بزيادة أسعار الفائدة بهدف جعل اقتراض الأموال أكثر تكلفة، مما يقلل بالتالي من إنفاق الناس. ومع انخفاض الإنفاق، يجب أن تنخفض أسعار السلع والخدمات أيضًا.
وعلى الجهة المقابلة إذا انخفض التضخم، فهذا مؤشر على أن المستهلكين لا ينفقون بالقدر الكافي، يعد هذا الأمر مشكلة للبنك المركزي الأمريكي لأنه قد يتسبب في حدوث انكماش اقتصادي. وفي هذه الحالة، من المرجح أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لتحفيز النشاط الاقتصادي. لكن يجب أن يكون ذلك بتدرج في القرارات حتى لا يؤدي إلى تضخم لا يمكن السيطرة عليه.

• سعر الفائدة والتوظيف
إن أسعار الفائدة هي أداة ذات وجهين فرفع أسعار الفائدة لتهدئة التضخم قد يعني التضحية بالتوظيف؛ أما إبقاء أسعار الفائدة منخفضة للغاية لمساعدة المزيد من العمال في العثور على عمل قد يؤدي إلى حدوث تضخم.
فعندما دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في الثمانينيات، انخفض معدل التضخم من أعلى مستوى له عند 14.6% في مارس 1980 إلى أدنى مستوى له عند 1.2% بحلول ديسمبر 1986. ولكن كان لذلك ثمن، فقد ارتفعت نسبة البطالة إلى ما يقرب من 11%.
وعلى عكس ذلك تماما، فحين ارتفعت معدلات البطالة على إثر جائحة كورونا، قام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة من أجل دعم التوظيف والاستثمار.

• أسعار الفائدة وسوق الأسهم
بالنسبة لمستثمري الأسهم، يعني ارتفاع أسعار الفائدة خفض الإنفاق وبالتالي انخفاض أسعار الأسهم، كما أنه عند رفع الفائدة يصبح العائد على ودائع البنك والشهادات نرتفع وبلا مخاطرة وبالتالي يفضله المستثمرون عن الأسهم.
وعلى العكس تشجع أسعار الفائدة المنخفضة عمليات الشراء الكبيرة من قبل المستهلكين والتوسع من قبل الشركات وبالتالي ارتفاع أسعار الأسهم. لكن هذه الحالات نظرية بحتة وتتأثر بعوامل أخرى.
ويمكن رؤية أثر تغير أسعار الفائدة على مؤشرات الأسهم من خلال شاشة أسعار أكسيا. قم بالانضمام الآن.

• سعر الفائدة والسندات
بالنسبة لمستثمري السندات، يعني ارتفاع أسعار الفائدة ارتفاع أسعار الفائدة على إصدارات السندات الجديدة فتصبح أعلى من عائد السندات المتداولة في السوق، وبالتالي ينخفض سعر السندات المتداولة.

بالرغم من التقلبات الحالية، إلا أن عالم التداول يزدهر بالفرص، حيث يترقب المتداولون تأثير كل تغيير في أسعار الفائدة على الأصول المختلفة. ابدأ التداول الآن.