ملخص السوق الأسبوعي
شهد الأسبوع من 24 إلى 28 يونيو 2024 تحركات كبيرة في مختلف الأسواق المالية، مدفوعة بمجموعة من إصدارات البيانات الاقتصادية وتقارير أرباح الشركات والتطورات الجيوسياسية. لقد أبحر المستثمرون في مشهد يتسم بالتقلب وعدم اليقين، مع تأثيرات ملحوظة على الأسهم والسلع والسندات والعملات. توفر هذه الملخص الشامل للسوق تحليلاً متعمقًا للأحداث الرئيسية وآثارها على فئات الأصول المختلفة.
أسواق الأسهم
شهدت أسواق الأسهم العالمية أداءً متباينًا خلال الأسبوع، مما يعكس الإشارات الاقتصادية المتباينة ومعنويات المستثمرين.
- الولايات المتحدة:
أنهى مؤشر S&P 500 الأسبوع على ارتفاع طفيف، حيث ارتفع بنسبة 0.8%. وتفوق مؤشر ناسداك المركب الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا في الأداء بمكاسب قدرها 1.4%، مدفوعًا بالأداء القوي لشركات التكنولوجيا الرائدة.
مع ذلك، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بانخفاض متواضع بنسبة 0.3%، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تقارير الأرباح المخيبة للآمال من بعض الشركات الصناعية العملاقة.
وأظهرت البيانات الاقتصادية الرئيسية، بما في ذلك ثقة المستهلكين وطلبات السلع المعمرة، مرونة، مما قدم الدعم لمعنويات السوق. ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة المحتملة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي خففت من التفاؤل.
- أوروبا:
كانت الأسواق الأوروبية ضعيفة بشكل عام، حيث أنهى مؤشر Stoxx Europe 600 الأسبوع ثابتًا. وسجل كل من مؤشر داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي مكاسب هامشية بنسبة 0.2% و0.1% على التوالي.
كان أداء مؤشر FTSE 100 في المملكة المتحدة أقل من المتوقع، حيث انخفض بنسبة 0.5٪، حيث كان المستثمرون يزنون الآثار المترتبة على أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي الأضعف من المتوقع والشكوك المستمرة المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
- آسيا:
أظهرت الأسهم الآسيوية نتائج متباينة. وارتفع مؤشر Nikkei 225 الياباني بنسبة 0.9%، مدعومًا ببيانات الإنتاج الصناعي الإيجابية.
انخفض مؤشر شانغهاي المركب في الصين بنسبة 1.2%، مما يعكس مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي والحملات التنظيمية على القطاعات الرئيسية.
أنهى مؤشر سينسيكس الهندي الأسبوع بمكاسب بنسبة 0.7%، مدفوعًا بأرباح الشركات القوية والتدفقات الأجنبية القوية.
السلع
وشهدت أسواق السلع الأساسية تقلبات ملحوظة، متأثرة بالتطورات الجيوسياسية وتقلبات توقعات الطلب.
- النفط الخام
شهدت أسعار النفط تقلبات كبيرة خلال الأسبوع. وأغلق خام برنت عند 78.50 دولارًا للبرميل، بانخفاض 2.1% عن الأسبوع السابق. استقر خام غرب تكساس الوسيط عند 74.30 دولارًا للبرميل، منخفضًا أيضًا بنسبة 1.8٪.
ويعزى انخفاض الأسعار إلى المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي واحتمال زيادة العرض وسط تقارير عن زيادة الإنتاج من الدول الرئيسية المنتجة للنفط.
- الذهب
ظلت أسعار الذهب مستقرة نسبيًا، حيث أغلقت عند 1,825 دولارًا للأونصة، بزيادة طفيفة قدرها 0.5% خلال الأسبوع. كان أداء المعدن الثمين مدعومًا بالطلب على الملاذ الآمن وسط التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والإشارات المتضاربة من البنوك المركزية فيما يتعلق بالسياسة النقدية المستقبلية.
سوق السندات
وعكست أسواق السندات حالة عدم اليقين المستمرة فيما يتعلق بالسياسة النقدية والتوقعات الاقتصادية.
- الولايات المتحدة:
انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 3.45%، منخفضًا من 3.55% في بداية الأسبوع. وكان هذا الانخفاض مدفوعًا بزيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن وسط تقلبات السوق والبيانات الاقتصادية المختلطة.
واتسعت هوامش سندات الشركات بشكل طفيف، مما يشير إلى شعور المستثمرين الحذر تجاه مخاطر الائتمان.
- أوروبا:
أظهرت عوائد السندات الأوروبية اتجاها مماثلا، مع انخفاض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى 1.25% من 1.30%. وكان هذا الانخفاض مدفوعًا بالمخاوف بشأن التعافي الاقتصادي في منطقة اليورو والموقف الحذر للبنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة.
العملات
تأثرت أسواق العملات بإجراءات البنك المركزي والتطورات الجيوسياسية.
- الدولار الأمريكي:
أنهى مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) الأسبوع على ارتفاع طفيف عند 103.50، مرتفعًا بنسبة 0.3%. وكانت قوة الدولار مدعومة بالطلب على الملاذ الآمن والتوقعات بالمزيد من رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
- اليورو:
تراجع اليورو مقابل الدولار، ليغلق عند 1.0850، بانخفاض 0.4% خلال الأسبوع. وكان هذا الانخفاض مدفوعًا بالمخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو وتوقعات السياسة النقدية المتباينة.
- الين الياباني:
عزز الين الياباني قليلا، وأنهى الأسبوع عند 109.50 للدولار، مرتفعا بنسبة 0.2٪. وكان أداء الين مدعومًا بتدفقات الملاذ الآمن وسط التوترات الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية العالمية المختلطة.
- عملات الأسواق الناشئة:
شهدت عملات الأسواق الناشئة أسبوعًا مختلطًا. وارتفعت الروبية الهندية بنسبة 0.5% مقابل الدولار، بدعم من التدفقات الأجنبية القوية. وعلى العكس من ذلك، انخفض الريال البرازيلي بنسبة 1%، مما يعكس المخاوف بشأن عدم الاستقرار السياسي والتحديات الاقتصادية.
الأحداث والتطورات الرئيسية
شكلت العديد من الأحداث والتطورات الرئيسية تحركات السوق خلال الأسبوع:
- اجتماع الاحتياطي الفيدرالي:
عقد بنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماع السياسة النقدية خلال الأسبوع، حيث قرر إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير لكنه أشار إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة في المستقبل. وكانت لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي الحذرة بشأن التضخم والنمو الاقتصادي نقطة محورية بالنسبة للمستثمرين.
- التوترات الجيوسياسية:
وساهمت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بإيران، في تقلبات السوق. أثرت المخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة في إمدادات النفط وعدم الاستقرار الإقليمي على نطاق أوسع على معنويات المستثمرين.
- أرباح الشركات:
استمر موسم الأرباح بنتائج متباينة. أعلنت شركات التكنولوجيا الكبرى عن أرباح قوية، مما دعم أداء مؤشر ناسداك. ومع ذلك، أعلنت بعض شركات السلع الصناعية والاستهلاكية عن نتائج أضعف من المتوقع، مما أثر على مؤشرات السوق الأوسع.
- بيانات اقتصاديه:
وشملت إصدارات البيانات الاقتصادية الرئيسية ثقة المستهلك الأمريكي وطلبات السلع المعمرة وأرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو. ورسمت البيانات صورة مختلطة، حيث تشير بعض المؤشرات إلى القدرة على الصمود بينما سلطت مؤشرات أخرى الضوء على التحديات المستمرة.
خلاصة القول
تميز الأسبوع من 24 إلى 28 يونيو 2024 بمزيج من التفاؤل والحذر في الأسواق المالية. وشهدت الأسهم أداء متباينا، حيث قادت أسهم التكنولوجيا المكاسب بينما تخلفت أسهم الشركات الصناعية. وشهدت أسواق السلع الأساسية تقلبات وسط التوترات الجيوسياسية وتقلب توقعات الطلب. وانخفضت عوائد السندات مع سعي المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن، في حين عكست أسواق العملات سياسات البنك المركزي المتباينة والتوقعات الاقتصادية.
وبينما يتطلع المستثمرون إلى المستقبل، سيظل التركيز على إجراءات البنك المركزي، والتطورات الجيوسياسية، وأرباح الشركات، والتي ستستمر في تشكيل ديناميكيات السوق. ويتطلب الإبحار في هذا المشهد المعقد فهماً عميقاً للتفاعل بين المؤشرات الاقتصادية، وقرارات السياسة، ومعنويات السوق.