06/10/23

346

من المعلوم أن المتداولين في أسواق المال يستخدمون إحدى طريقتين لتوقع اتجاهات أسعار الأصول التي يقومون بالتداول عليها، فإما أن يقوم المتداول باستخدام التحليل الفني لكي يتوقع اتجاه السوق، أو أن يقوم باستخدام التحليل الأساسي. يعتبر تداول سعر الفائدة هو أحد أهم استراتيجيات التداول المبنية على التحليل الأساسي. وخلال السطور التالية في اكسيا سنتعرف على كيفية استخدام استراتيجية تداول سعر الفائدة في الأسواق.

التحليل الفني والتحليل الأساسي، ما الفرق؟

 هناك بعض الفروقات بين التحليل الاساسي والتحليل الفني لكن ماهي وكيف تؤثر؟ هذا سنوضحه الآن:

التحليل الفني

يختلف التحليل الفني عن التحليل الأساسي، حيث يعتمد التحليل الفني للأسواق على تحليل البيانات التاريخية للسعر من أجل توقع الحركة المستقبلية ويكون ذلك بناء على ثلاث فرضيات رئيسية وهي؛ أن التاريخ يعيد نفسه وبالتالي فإن حركة الأسعار كذلك تعيد نفسها، وأن حركة السوق تحسم كل شئ وبالتالي فإن الأسباب المحركة للأسعار هي منعكسة بالفعل في حركة السعر نفسه، وأن الأسعار تتحرك عادة في اتجاهات معينة لفترة طويلة حتى تغير مسارها.

ونظرًا لأن الاتجاهات السعرية عادة ما تبدأ بإشارات معينة في حركة الأسعار، فإن التحليل الفني يعتمد على استخراج الإشارات من الرسم البياني للسعر من أجل توقع دخول السعر في اتجاه معين بناء على هذه الإشارات.

التحليل الأساسي

على خلاف التحليل الفني، فإن التحليل الأساسي أو الاقتصادي يركز بشكل كامل على العوامل الحقيقية التي تؤثر على جانبي العرض والطلب ومن ثم تؤثر على تحركات الأسعار. ويعتمد المحلل في هذا النوع من التحليل على النظرية الاقتصادية وقد يحتاج أيضًا إلى مهارة التحليل المالي وذلك إذا كان يقوم بتحليل سوق الأسهم.

وفي التحليل الاقتصادي؛ فإن المحلل يقوم بدراسة المتغيرات الاقتصادية الخاصة بالسوق نفسه الذي يقوم بتحليله أولًا ثم يحلل العوامل الخارجة عن هذا السوق وتأثيرها عليه.

فإذا كان يريد تحليل أداء الدولار الأمريكي مثلًا، فإنه يقوم بتحليل أداء الاقتصاد الأمريكي في حد ذاته وتحليل المؤشرات الاقتصادية الأمريكية حتى يصل إلى إجابة صورة واضحة عن أداء النشاط الاقتصاد حاليًا، ثم يقوم المحلل بعد ذلك بالنظر إلى العوامل الاقتصادية خارج السوق الأمريكي وما مدى تأثيرها على السوق الأمريكي.

ويتعبر تحليل الدورة الاقتصادية هو أحد أهم أركان التحليل الأساسي أو الاقتصادي، فالاقتصاد عمومًا – في أي دولة – يتحرك وفقًا لحركة موجية بين النمو والانكماش، ويقوم المحللون بدراسة أداء المؤشرات الاقتصادية من أجل معرفة ما إذا كان الاقتصاد في طور النمو أم الانكماش.

أسعار الفائدة

سعر الفائدة يعتبر أحد أهم أدوات السياسة النقدية التي تسخدمها البنوك المركزية للتحكم في المعروض النقدي من أجل السيطرة على معدلات التضخم، فعندما يكون الاقتصاد في طور النمو السريع بحيث ترتفع معدلات التوظيف وترتفع الأسعار والدخول ومن ثم الإنفاق بشقيه الاستهلاكي والاستثماري، تتخوف البنوك المركزية من أن ترتفع الأسعار إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها ومن ثم تتجه البنوك المركزية إلى تقليص المعروض.

وتقوم البنوك المركزية بالتحكم في السيولة من خلال أسعار الفائدة أو من خلال عمليات السوق المفتوح، فعندما يريد البنك المركزي خفض معدلات التضخم من خلال أسعار الفائدة فإنه يقوم برفع أسعار الفائدة للإقراض بينه وبين البنوك وبين البنوك وبعضها البعض مما يسبب ارتفاع في أسعار الفائدة لدى كافة البنوك في الجهاز المصرفي للدولة.

وعند رفع أسعار الفائدة يرتفع عائد الاستثمار الآمن (ودائع البنوك وأذونات الخزانة وسندات الخزانة) كما ترتفع تكلفة الاقتراض أيضًا مما يدفع المستثمر إلى الاتجاه للاستثمار في الأصول الآمنة، كما يسبب ذلك أيضًا تراجع في الطلب على القروض الاستهلاكية والقروض العقارية فيتراجع الطلب الكلي في الاقتصاد ومن ثم تتراجع معدلات التضخم وتسمي تلك السياسة بالسياسة النقدية التسهيلية أو التوسعية، وعكسها تكون السياسة التشديدية.

كيف نتوقع رفع أسعار الفادة؟

كما ذكرنا فإن البنك المركزي يقوم بتحريك أسعار الفائدة واستخدام عمليات السوق المفتوح من أجل إدارة التضخم، ولكن التضخم ليس له مؤشر معين، أي أنه لن تجد مؤشر واحد يعبر عن التضخم بشكل كامل، فالتضخم ما هو إلا ظاهرة تقاس بمجموعة من المؤشرات، وإن كان في العادة يطلق التضخم على مؤشر أسعار المستهلكين بشكل مَجازي.

ولمتابعة النمو الاقتصادي والتضخم يقوم المتداولون بتحليل أداء مجموعة مؤشرات وأهم تلك المؤشرات؛ مؤشر أسعار المستهلكين CPI ومؤشر الإنفاق الاستهلاكي PCE ومؤشرات التوظيف Unemployment مؤشرات قطاع الإسكان Housing Permits & Housing Starts، وكلما كانت قراءة المؤشر إيجابية كلما كان ذلك مؤشرًا على تسارع التضخم ومن ثم نتوقع سياسة تشديدية.

ومن الجدير بالذكر أن البنوك المركزية لا تستهدف الوصول بالتضخم لمستويات صفرية، ولكن الهدف يكون السيطرة على التضخم في النطاق الصحي والذي يضمن استمرار النمو مع استقرار الأسعار وهو عادة يكون عند نسبة 2%.

متابعة البيانات الاقتصادية لصانعي السياسة النقدية

من المهم بشكل كبير أن يقوم المتداولون بمتاعبة البيانات الاقتصادية لصانعي السياسية النقدية سواء كانت تلك التي تصدر بشكل فردي عن أعضاء لجنة السياسية النقدية أو البيانات التي تخرج بشكل رسمي من البنك المركزي مثل البيانات السياسية النقدية حيث تحتوي بين ثناياها على نظرة البنك المركزي للتطورات الاقتصادية ومن ثم توقع قراره المقبل.

كيفية تداول سعر الفائدة؟

في العادة يستجيب سوق الفوركس بشكل كبير للتغيرات في أسعار الفائدة حيث يمارس العديد من المتداولين استراتيجية تداول أسعار الفائدة، فعندما يقرر البنك المركزي رفع أسعار الفائدة فإن المتداولين يتوقعون ارتفاع الطلب على العملة، فيقومون بفتح مراكز شرائية على العملة التي ترتفع عليها الفائدة ومقابل ذلك يقومون ببيع العملة ذات الفائدة الأقل.

والسبب الكامن وراء ذلك الاتجاه هو أن عندما يقرر البنك رفع مستويات الفائدة فإن السيولة في الأسواق تتجه إلى الأصول الآمنة وتتخلى في مقابلها عن الأصول ذات المخاطرة، ويعتبر الوعاء الذي يسحب القدر الأكبر من الطلب على العملة هو سندات الخزانة وأذونات الخزانة وإيداعات البنوك.

وعلى المتداول أن يتوخى الحذر في تداوله أثناء صدور الأخبار، لأن الأسعار أثناء صدور الخبر تحدث فيها تقلبات عنيفة مما يتطلب من المتداول نوع من السرعة في فتح وإغلاق تداولاته وتحليل الخبر بشكل جيد.