الدولار فرنك في صعود متواصل
يشهد زوج الدولار فرنك ارتفاعًا قويًا منذ نهاية مارس الماضي، فعلى الرغم من أن الفرنك السويسري يعتبر من عملات الملاذ الآمن في الأسواق العالمية، إلا أن الدولار الأمريكي في أوقات الاضطرابات القوية وعدم اليقين يكون هو الملاذ الآمن الأكثر تفضيلًا لدى المستثمرين. وخلال السطور التالية سنلقي الضوء على أداء زوج الدولار فرنك.
نبذة عن الفرنك السويسري CHF
يعتبر الفرنك السويسري أحد الملاذات الآمنة في السوق العالمي، حيث يعتبر الاقتصاد السويسري من بين أكثر الاقتصاديات استقرارًا في العالم. حيث يعتمد بشكل كبير على الاستثمارات الأجنبية لارتفاع مستوى الدخل، كما أنه يتمتع بجهاز بنكي ومالي ذو كفائة عالية وعلى رأسه البنك الوطني السويسري وإضافة إلى ذلك فإن الفرنك السويسري يتأثر بشكل مطرد مع حركة أسعار الذهب نظرًا للاحتياطي الذهبي القوي لدى سويسرا.
نظرة على المؤشرات الاقتصادية السويسرية
على الرغم من اتجاه غالبية البنوك المركزية في العالم لتشديد السياسة النقدية على خلفية ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، إلا أن البنك الوطني السويسري لم ينتهج ذلك النهج، ربما لأن الاقتصاد السويسري له بعض الخصوصية عن الاقتصاديات الأخرى، فطبيعة مستوى الأسعار في سويسرا مرتفعة بالأصل مقارنة بغيرها من الدول الأوروبية، كما أن الفرنك السويسري يتمتع بقوة شرائية مرتفعة تمكنه من امتصاص جزء كبير من صدمات أسعار المنتجات المستوردة.
وعلى الرغم من أن أزمة الطاقة قد تسربت إلى سويسرا أيضًا إلى الحد الذي دفع الحكومة السويسرية إلى التحذير من احتمال حدوث انقطاعات متكررة في التيار الكهربي (بسبب نقص إمدادات الغاز) إلا أن طبيعة مزيج الطاقة في سويسرا تختلف عن غيرها أيضًا من الدول الأوروبية وأمريكا.
تعتمد سويسرا في نحو 57% من استهلاك الطاقة على مصادرالطاقة المتجددة وخاصة القادمة من المصبات المائية، مما أدى لجعل الوزن النسبي لأسعار الطاقة في مؤشر التضخم السويسري يمثل نسبة 5% فقط وهي نسبة منخفضة مقارنة بنسبة 7% مثلًا في أمريكا ونسبة 10% في ألمانيا.
- مؤشر أسعار المستهلك
وقد ظهر ذلك جليًا في أداء مؤشرات التضخم في سويسرا، فعلى الرغم من تثبيت الوطني السويسري لمستويات الفائدة عند -0.75% إلا أن مؤشر أسعار المستهلك CPI السويسري شهد تراجعات لثلاثة أشهر متتالية حتى تراجع نموه خلال الشهر الأخير (أبريل) إلى 0.4% على أساس شهري مقارنة بنمو بنسبة 0.6% خلال مارس.
كذلك فإن مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي لم يشهد ارتفاعًا كبيرًا كما هو الحال بالنسبة لدول مجموعة اليورو أو الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها، فقد سجل المؤشر السنوي ارتفاع سنوي خلال أبريل بنسبة 2.5% فقط مقابل 2.4% للشهر الأسبق.
- مؤشرأسعار المنتجين
بخلاف مؤشر أسعار المستهلك، فإن مؤشر أسعار المنتجين PPI قد سجل ارتفاعات شهرية قوية، ليعكس بذلك ارتفاع أسعار المواد الخام على المستوى العالمي، حيث سجل المؤشر نموًا خلال أبريل بنسبة 1.3% في حين كان النمو المسجل خلال مارس بنسبة 0.8% فقط.
- مؤشر مبيعات التجزئة
سجل مؤشر مبيعات التجزئة السنوي انكماشًا خلال شهر مارس، حيث سجل المؤشر تراجعًا في مبيعات التجزئة بنسبة 6.6% وهي أسوأ قراءة يسجلها المؤشر منذ نحو عام كامل، وعلى الرغم من أن قراءة فبراير كانت عند 12.5% إلا أنها كانت متأثرة بضعف شهر المقارنة (فبراير 2021) نظرًا لقيود الإغلاق التي كانت مفروضة، ولكن قراءة مارس الماضي تعكس أيضًا ضعف النشاط الاقتصادي بما يدعم أداء الدولار فرنك.
- استقرت قراءة مؤشر معدل البطالة عند 2.2% خلال مارس ومايو وهو ما يعكس تعافي كبير في سوق التوظيف، إذ أن تلك القراءة هي أدنى قراءة منذ مارس 2020.
- بالرغم من أن مؤشرات التضخم لم تعكس بشكل كبير المخاطر الاقتصادية، إلا أن قراءة مؤشر كريديت سويس للتوقعات الاقتصادية قد أفصحت عن التلك المخاطر، حيث سجل المؤشر الصادر في أبريل الماضي أسوأ قراءة منذ عام 2015، حيث جائت القراءة عند -51.6 نقطة.
- سجل مؤشر كريديت سويس للتوقعات الاقتصادية عن شهر مارس الماضي أدنى قراءة له منذ مارس 2020، حيث تراجع المؤشر إلى النقطة -51.6، وهو ما انعكس في ضعف الفرنك ومن ثم دعم أداء الدولار فرنك.
نظرة على أداء الدولار الأمريكي
تلقى الدولار الأمريكي دعمًا قويًا على خلفية اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتشديد السياسة النقدية مما انعكس في أداء قوي للدولار أمام كافة العملات العالمية، حيث قام الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة لأول مرة