أسعار عقود السكر تتفوق على تداولات الأسهم
اجتذبت تحركات أسعار السكر في الفترة الأخيرة أنظار المهتمين بتداول الأسهم والسلع، فقد سجلت أسعار السكر خلال الشهور الماضية ارتفاعات كبيرة عادت بأرباح طائلة على مستثمري عقود السكر، ولم تكن تلك التحركات بالأمر العشوائي، بل كان لها ما يفسرها من العديد من الجوانب، وهو ما سنستعرضه بشكل مختصر خلال السطور التالية.
نبذة عن سوق السكر
يظن العديد من الناس أن أهمية السكر تكمن في دخوله في الصناعات الغذائية وحسب، ولكن الحقيقة الأهم هي أن السكر ليس مقتصرًا على القيمة الغذائية وحسب، بل له أهمية استراتيجية تكمن في كونه مصدر أساسي لصناعة وقود الإيثانول الذي يستخدم كوقود بديل عن الجازولين النفطي.
وعلاوة على ذلك فإن استخدام السكر الخام في استخراج وقود الإيثانول يعتبر آلية من آليات التحول إلى الطاقة النظيفة وهو ما شكل نوعًا جديدًا من الطلب على السكر الخام خاصةً في ظل اتجاه العالم نحو الطاقة النظيفة من أجل مواجهة التغيرات المناخية العالمية غير المسبوقة.
نظرة على إنتاج السكر في العالم
تقوم العديد من الدول حول العالم بزراعة المحاصيل التي يستخرج منها السكر الخام مثل القصب في المرتبة الأولى والبنجر وغيرها، ولكن على الرغم من أن تلك الزراعة منتشرة جغرافيًا، إلا أنها تتركز بشكل كبير في عدد محدد من الدول مثل (البرازيل، والهند، والاتحاد الأوروبي، وتايلاند، والصين، وأمريكا الشمالية، وباكستان، والمكسيك، وروسيا، واستراليا).
ومن المهم أن نذكر أن كل من البرازيل والهند تنتجان نحو 50% من المعروض العالمي من السكر وهو ما يجعل أي اختلال في إنتاج تلك الدولتين من السكر يؤثر بشكل كبير على أسعار عقود السكر في سوق تداول السلع.
اختلالات في إنتاج البرازيل تدعم أسعار السكر
بعد الصعود الكبير الذي شهدته أسعار الطاقة على المستوى العالمي، قامت العديد من مصانع السكر في البرازيل بتحويل كميات كبيرة من السكر الخام لتصنيع الإيثانول بدلًا من تصنيع السكر الأبيض المستخدم في الطعام. وإلى جانب ذلك فقد تسببت الظروف المناخية غير المعتادة في نقص شديد في تساقط الأمطار في البرازيل مما انعكس سلبًا على كمية المحاصيل المستخدمة في إنتاج السكر.
سياسة الهند تدعم أسعار السكر
اتبعت الحكومة الهندية سياسة هادفة لتقليل الاعتماد على الوقود الهيدروكربوني خاصةً بعد ارتفاع أسعار النفط بما له من انعكاسات على الميزان التجاري في الهند كونها من أكبر المستهلكين للنفط على مستوى العالم. ونظرًا لكون الهند هي ثاني أكبر منتجي السكر على المستوى العالمي، فقد اتجهت الهند لتحويل قدر كبير من خام السكر لإنتاج الإيثانول.
وعلى الرغم من أن تلك السياسة كان لها أثر كبير على المعروض العالمي من السكر وبالتالي أثرت على أسعار عقود السكر في سوق تداول السلع، فإن القرار الذي اتخذته الهند بعد ذلك بزيادة سقف تصدير السكر بنحو 1.2 طن من السكر قد ساهم في تهدئة أسعار السكر في الأسواق العالمية وكان ذلك القرار نتيجة لارتفاع حجم محاصيل السكر المحلية عن التوقعات مما دفع الحكومة لذلك القرار للحفاظ على استقرار السوق الداخلي.
حظر صادرات السكر في عدد من الدول المصدرة
امتدت الأزمة لتشمل عدد من الدول المصدرة للسكر، فقد اتجهت الصين لحظر صادرات السكر بسبب نقص الكمية المنتجة، بل وقامت بالاستيراد لسد فجوة الطلب المحلي. كما فرضت روسيا حظر على صادرات السكر ردًا منها على العقوبات الغربية. وتعتبر روسيا من المصدرين الرئيسيين للسكر، وأيضًا قامت كازاخستان وباكستان باتباع سياسة مشابهة بفرض حظر على صادرات السكر.
هل نتوقع استمرار ارتفاع أسعار السكر عالميًا؟
بحسب الظروف الحالية، فإن العالم أصبح يتحرك بشكل كبير إلى الطاقة النظيفة وهو ما يعني أن معدل الطلب على السكر الخام سوف يظل في اتجاه تصاعدي من أجل إحلال الإيثانول محل الجازولين المستخرج من النفط وخاصةً مع استمرار تصاعد أسعار النفط بالتزامن مع برامج الحد من الانبعاثات الكربونية
أما على جانب العرض، فإن الظروف المناخية غير الاعتيادية تتسبب في نقص شديد في الأمطار وهو ما يؤدي بدوره لتقليل حجم المحصول المزروع وبالتالي سيؤدي ذلك إلى اختلال مزمن في جانب العرض.
وحاليًا، تستقر أسعار السكر عند 18.600 سنت للرطل، وذلك يعني أن سعر رطل السكر قد ارتفع بنسبة 100% تقريبًا منذ أبريل عام 2020.
ونظرًا للعوامل الأساسية المتعددة الداعمة لاستمرار ارتفاع الطلب على السكر الخام، فإن المحللون يتوقعون استمرار ارتفاع أسعار عقود السكر عالميًا. ويرشح المحللين عقود السكر كخيار استثماري ممتاز خلال الفترة الحالية.
يمكن الآن البدء بالاستثمار في عقود السكر مع أكسيا والحصول على العديد من المزايا الاستثمارية وبونص متميز. افتح حساب تداول الآن.