مخاوف التضخم في الولايات المتحدة تؤدي إلى انخفاض الأسواق الآسيوية؛ تأثر مؤشرا نيكي وهانغ سينغ والأسهم التكنولوجية بشدة
تراجعت الأسهم الآسيوية يوم الأربعاء بعد انخفاض في وول ستريت بعد أن أثارت بيانات التضخم الأمريكية الأعلى من المتوقع المخاوف بشأن استمرار أسعار الفائدة المنخفضة لفترة طويلة. هبط مؤشر نيكي 225 الياباني 0.8% إذ بدأ المستثمرون في جني أرباحهم من ذروة الـ34 عامًا الماضية. وشهدت المؤشرات ذات الصلة بالتكنولوجيا انخفاضًا كبيرًا بسبب استمرار عمليات جني الأرباح في هذا القطاع.
شهدت مؤشرات وول ستريت انخفاضًا عن ذرواتها التاريخية بسبب التضخم في مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يناير/كانون الثاني، والذي تجاوز التوقعات. وقد أعاد هذا تأكيد تحذيرات المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي بأن استمرار التضخم سيؤدي إلى الحفاظ على معدلات فائدة أعلى لفترة أطول.
تراجعت عقود مؤشر داو جونز بنسبة 0.1% في التجارة الآسيوية، في حين ظلت العقود الآجلة لمؤشر إس&بي وناسداك 100 مستقرة نسبيًا.
فيما يتعلق بأسواق آسيا، فقد شهدت مؤشرات تقنية الوزن الثقيل أكبر خسائر، نظرًا لأن قطاع التكنولوجيا هو الأكثر عرضة لارتفاع أسعار الفائدة. هبط مؤشر هانغ سينغ الهونغ كونغي 1% بعد استئناف التداول بعد عطلة رأس السنة القمرية، بينما هبط مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي 1.5% إذ قام المستثمرون بجني أرباحهم من شركات تصنيع الشرائح الثقيلة.
على الرغم من أن مؤشر نيكاي 225 تعرض لخسائر، إلا أنه ظل على المسار الصحيح للوصول إلى مستوى قياسي أعلى من 38000 نقطة، حيث أدت توقعات بنك اليابان الحذر إلى الحد من مدى الانخفاض. وأكد مسؤول رفيع في بنك اليابان مؤخرًا أنه على الرغم من أنه من المرجح أن ترتفع أسعار الفائدة هذا العام، إلا أن التصعيد سيتم بوتيرة بطيئة، مما يسمح للشركات المحلية بالاستفادة المستمرة من بيئة أسعار منخفضة نسبيًا. فقد كانت أسعار الفائدة اليابانية المنخفضة للغاية هي عامل محرك كبير وراء التقدم الهائل لمؤشر نيكي طوال عام 2023.
تعد الأسهم التي شهدت تقدمًا كبيرًا في الجلستين الماضيتين من بين أكبر المنخفضين في مؤشر نيكي يوم الأربعاء، مما يشير إلى حدوث عمليات جني أرباح. فهبطت سوفت بنك جروب بنحو 3% بعد أن بلغت ذروة لم تشهدها منذ ثلاث سنوات في وقت سابق من الأسبوع. تأتي هذه الانخفاضة ردًا على انخفاض سهم مصمم شرائح الكمبيوتر البريطاني آرم هولدنجز بنسبة 20%، والذي يمتلك سوفت بنك حصة أغلبية فيه. فقد حققت آرم هولدنجز زيادة كبيرة في قيمة رأس المال السوقية منذ الأسبوع الماضي بفضل التوتر المتزايد في مجال الذكاء الاصطناعي.
وشهد مؤشر ايه اس اكس 200 الأسترالي أيضًا انخفاضًا بنسبة 1%، مدفوعًا بانخفاض بنسبة 2.4% في بنك الكومنولث الأسترالي (سي بي آيه)، أكبر بنك في البلاد. أعلن (سي بي آيه) عن انخفاض بنسبة 3٪ في أرباح نصف العام وحذر من تدهور الظروف الاقتصادية في أستراليا بسبب ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة التي تؤثر على المدخرات . جاء تحذير (سي بي آيه) في أعقاب تقرير أرباح أضعف من مجموعة أنز القابضة المحدودة في وقت سابق من الأسبوع. كما شهدت البنوك الأسترالية الكبرى الأخرى، بما في ذلك شركة وستباك المصرفية, وبنك أستراليا الوطني المحدود، انخفاضات بنسبة 1.3٪ إلى 2٪ يوم الأربعاء.
كانت البورصة الأسترالية (ايه اس اكس) متأثرة أيضًا بخسائر الأسهم الثقيلة في قطاع التعدين مجموعة بي اتش بي المحدودة وريو تينتو المحدودة, نتيجة لتراجع أسعار السلع عقب بيانات التضخم الأمريكية المرتفعة.
هبطت الأسواق الآسيوية بشكل أوسع، حيث أدت أسهم ماليزيا إلى الخسارة في جنوب شرق آسيا بانخفاض بنسبة 0.6%. وأشارت العقود المتعلقة بمؤشر نيفتي 50 في الهند إلى بداية سلبية، حيث من المتوقع أن يعقب عمالقة التكنولوجيا المحلية خسائر نظرائها في الولايات المتحدة.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن