استراتيجيات المضاربة في الأسهم والفرق بينها وبين التداول للمبتدئين
استراتيجيات المضاربة في الأسهم والتداول بها هما وجهان لعملة واحدة لكن ما الفرق بين المضاربة والتداول وكيف يُمكن معرفة المضاربة ومعرفة التداول، لا تقلق إذا كُنت لا تعلم الفرق بين المضاربة والتداول ففي هذا المقال سوف نلقي نظرة على مفهوم المضاربة وسنتعرغ على الفرق بين المضاربة والتداول ، ولماذا يفضل الكثير من المتداولين استراتيجيات المضاربة في الأسهم.
التداول والمضاربة في التداول بالاسهم للمبتدئين
إذا أردت الدخول والعمل في التداول بالاسهم فإن هناك طريقتان أساسيتان للقيام بذلك، إما عن طريق الاستثمار طويل الأجل في الأسهم أو عبر تداول الأسهم بنشاط والمضاربة فيها. هناك اختلاف كبير في آلية عمل وأهداف كل طريقة. أغلب المشاركين اليوم في سوق الأسهم ينتمون إلى فئة المتداولين والمضاربين، وهم المسؤولون عن الغالبية العظمى من حجم التداول اليومي في بورصات الأوراق المالية في العالم.
ما هي المضاربة في الاسهم للمبتدئين؟
المضاربة في الاسهم للمبتدئين هو مصطلح مالي يشير إلى فعل شراء أصل مالي (سهم أو عملة أو سند) على أمل ارتفاع سعره في المستقبل القريب وبيعه لتحقيق الربح من فارق السعر. عند تداول المشتقات المالية يمكن المضاربة على انخفاض الأسعار، مثل تداول العقود مقابل الفروقات CFDs على الأسهم التي تسمح بتحقيق الأرباح من ارتفاع أو انخفاض الأسعار.
بشكل عام، يهتم المتداولين فقط بحركة الأسعار، وعند تداول الأسهم لا يركزون كثيرًا على أساسيات الشركة مثل نمو الدخل وربحية السهم وغيرها، وإنما على الأخبار والعوامل التي يمكن أن تؤثر على حركة السعر على المدى الزمني القصير. لأن الهدف هو تحقيق مكاسب سريعة وليس تكوين ثروة على المدى البعيد.
يعد التداول في المشتقات المالية مثل العقود الآجلة وعقود الخيارات أحد الأمثلة على التداول بالمضاربة لأنه يتمحور حول شراء أو بيع هذه العقود تحسبًا لحركة الأسعار في المستقبل. أيضًا، هذه الأدوات لها تاريخ صلاحية محدود وهي مصممة لتقديم مكاسب قصيرة الأجل للمتداول، لذلك أغلب المتداولين في هذا النوع من المشتقات المالية يقومون بتسوية مراكزهم قبل تاريخ انتهاء صلاحيتها لأنهم لا يهدفون إلى امتلاك الأصول التي تتكون منها.
من أشهر الأصول التي يضارب فيها الكثير من المتداولين هو سوق العملات الأجنبية الفوركس، حيث أن أغلب أحجام التداولات التي بلغت 6.6 ترليون دولار في اليوم في عام 2019 حسب إحصائيات بنك التسويات الدولية BIS، هدفها الأساسي المضاربة على التحركات الكبيرة في مختلف أسعار العملات.
مفهوم الاستثمار والمضاربة
يعتبر مفهوم الاستثمار والمضاربة من المفاهيم الأساسية في سوق الأسهم، فالاستثمار يشير إلى شراء الأصول بغرض الاحتفاظ بها لفترة طويلة مع الهدف الحصول على عوائد مستقرة، بينما يشير مصطلح المضاربة إلى إجراء معاملات مالية محفوفة بالمخاطر بحثاً عن تحقيق ربح سريع. يمتلك كلا المفهومين مجموعة من الميزات والعيوب، فالاستثمار يشمل الصبر والتركيز على الأمن والاستقرار، بينما يتضمن المضاربة مخاطرة عالية لتحقيق الأرباح في فترة قصيرة. يجب أن يتخذ المستثمر القرار المناسب بناءً على أهدافه المالية ووضعه المالي الحالي. في النهاية، يعد الاستثمار في الأصول بشكل آمن ومنتظم هو المفتاح لتحقيق الاستقرار المالي وتحقيق الأهداف المالية على المدى الطويل.
الفرق بين المضاربة والتداول
يعد فهم الفرق بين المضاربة والتداول مهماً لأي شخص يرغب في الدخول في عالم الأسهم والاستثمار. فالمضاربة تتضمن مخاطر أعلى من التداول على المدى الطويل، إذ يتم الاحتفاظ بالأصول لفترة زمنية أقل عادة. وتنطوي المضاربة على قرارات سريعة وتكهنات وتخمينات للأسعار، في حين يتم التركيز في التداول على الحصول على أرباح على المدى البعيد. يمكن التمييز بينهما من خلال مستوى المخاطرة وطول الأفق الزمني للاحتفاظ بالأصول. لذلك، ينصح بالتحري جيداً عندما يرغب المستثمرون في اتخاذ القرار بشأن تداول الأسهم أو المضاربة عليها.
المضاربة مقابل الاستثمار في الأسهم
الاستثمار في الأسهم هو عملية شراء الأسهم والاحتفاظ بها على المدى الطويل بهدف تحقيق المكاسب، سواء عند ارتفاع سعر السهم أو عبر توزيعات الأرباح. الاستثمار والمضاربة يشتركان في هدف واحد وهو تحقيق الأرباح. ولكنهما يختلفان في الكثير من الخصائص، والتي من المهم على كل مستثمر أن يتعرف عليها. بشكل عام يمكن ذكر ثلاث اختلافات رئيسية بين المضاربة والاستثمار في الأسهم وهي:
المدة الزمنية:
الفرق الأكثر وضوحًا هو الفترة الزمنية التي تستغرقها عملية المضاربة أو الاستثمار. قد يستغرق الاستثمار عام على الأقل وقد يدوم حتى عشرات السنين، مثل المستثمر الشهير وارن بافيت الذي اشترى أسهم كوكا كولا في ستينات القرن الماضي. أمّا عمليات المضاربة فقد تستغرق من بضعة أسابيع كحد أقصى إلى بعض أجزاء من الثانية كما هو الحال عند استعمال التداول الآلي المبرمج بالخوارزميات أو الذي يعرف أيضًا باسم التداول عالي التردد.
المحفظة ونوع الأصول:
يميل المستثمرون في الأسهم إلى تنويع محافظهم الاستثمارية سواء عبر شراء العديد من أسهم الشركات أو شراء أسهم في الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة ETFs والصناديق الاستثمارية المشتركة. في حين يميل المضاربون إلى التركيز على تداول أسهم شركات معدودة في نفس الوقت، خاصة من خلال عقود الفروقات CFDs على الأسهم والعقود الآجلة وعقود الخيارات التي تتيح لهم تحقيق الأرباح سواء عند البيع أو الشراء.
استراتيجيات المضاربة في الاسهم
هناك مجموعة متنوعة من المشاركين في السوق الذين يتخذون المضاربة أسلوبًا لتداول الأسهم ويشمل ذلك الكثير من المؤسسات الاستثمارية مثل البنوك الاستثمارية، صناديق التحوط، شركات التداول الخاصة، صنّاع السوق و أيضًا المتداولين الأفراد. وبشكل عام فنون المضاربة في الأسهم يمكن أن يتم تقسيمها لتكون أنواع المضاربة اثنين:
المضاربة اليومية:
في هذا النوع وهو الأكثر استعمالًا، يتداول المضاربين بشكل يومي وبنشاط، أي يمكن أن تستغرق الصفقات أجزاء من الثانية إلى بضع ساعات حيث يتم اغلاق الصفقات قبل إغلاق السوق في نهاية جلسة التداول. تعتبر شركات التداول الآلي باستخدام الخوارزميات الحاسوبية أو التداول العالي التردد High-Frequency Algorithmic Trading أكبر المشاركين فيه وهي تمثل حوالي 50% من حجم التداول في أسواق الأسهم الأمريكية وما بين 24% و43% في أسواق الأسهم الأوروبية.
المضاربة مع الاتجاه:
هنا يقوم المتداول بشراء أو بيع عقود فروقات الأسهم والاحتفاظ بها لعدة أيام حتى عدة أسابيع، بعد العمل على تحديد اتجاه حركة السعر خلال تلك الفترة بناءً على التحليل الفني والأخبار والتطورات في السوق. بمعنى أن المضارب يتوقع أن السعر سوف يستمر في التحرك في اتجاه واحد خلال فترة معينة، ويحاول الاستفادة من تلك الحركة وتحقيق الأرباح.
مزايا وعيوب المضاربة في تداول الأسهم
المزايا:
- إمكانيات كثيرة لتحقيق الربح، خاصة إذا تم إتقان فن المضاربة والتمكن الجيد من أدوات وأساليب التحليل مع الالتزام بسياسة إدارة مخاطر صارمة.
- اقتناص فرص تداول الأسهم في السوق الهابط والصاعد عبر العديد من المشتقات المالية التي تشمل البيع على المكشوف، عقود الخيارات، العقود الآجلة وأيضًا العقود مقابل الفروقات.
- التداول على عدد كبير من أسهم الشركات، حتى تلك التي تعاني من أداء سيء، عبر الكثير من الخيارات والمشتقات المالية، وخاصة العقود مقابل الخيارات CFDs التي يمكن التداول عليها بفارق سبريد ثابت مع شركة أكسيا.
- التحوط من المخاطر للاستثمارات طويلة الأجل. على سبيل المثال، قد تستثمر في أسهم شركة تتوقع أن يكون أدائها قويًا على مدى السنوات القادمة، ولكن قد تطرأ متغيرات تضغط على سعر السهم على المدى القصير. من باب الحيطة، يمكن للمستثمر بيع عقود فروقات CFD لسهم الشركة دون الحاجة إلى التخلي عن أسمها وما قد ينتج عنها من تكاليف.
- التداول الآلي باستعمال الخوارزميات البرمجية دون الحاجة إلى المتابعة اللصيقة. هذه الميزة كانت منذ سنوات حكرًا على المؤسسات المالية، ولكن اليوم أصبحت في متناول حتى المتداولين الأفراد، حيث توفر شركة أكسيا منصة الميتاتريدر5 التي تسمح ببرمجة التداولات الآلية وتنفيذها بسرعة كبيرة وبشكل فوري.
- على المستوى العام للسوق، يعتبر المضاربون عنصر مهم في توفير السيولة في السوق وهو ما يجعله أكثر استقرارًا، ويقلص كثيرًا من تكاليف التداولات والمعاملات.
العيوب:
- لا بد من المخاطر، فالمكاسب والمخاطر لديهما علاقة طردية في عالم الاستثمار.
- المضاربة تحتاج إلى وقت أكبر ومتابعة لصيقة ويومية للسوق للقيام بالتحليل الفني لتحركات السعر ومتابعة الأخبار لاقتناص الفرص، والعمل تحت الضغط واتخاذ القرارات في غضون فترة زمنية قصيرة.
- على المستوى العام للسوق، يمكن أن تؤدي المضاربات إلى دفع الأسعار بشكل مفرط إلى مستويات متطرفة في الارتفاع أو الانخفاض، ولا تعبر بدقة عن القيمة الحقيقية للأصل. وهذا قد يؤدي إلى حدوث تقلبات قوية في السوق وفقاعات مالية قد ينتج عنها انخفاضات سريعة في السوق.
الخلاصة
المضاربة في تداول الأسهم أو الأصول الأخرى تعتبر من أكثر طرق التداول استعمالًا بين المشاركين في سوق الأسهم والأسواق المالية بشكل عام. يعود ذلك الى الفرص الكثيرة والإمكانات الكبيرة لتحقيق الربح إذا تم احترافها وتنفيذها في إطار إستراتيجية صارمة لإدارة المخاطر. من الأفضل دائمًا استعمال المضاربة جنبًا إلى جنب مع الاستثمار في الأسهم من أجل تقليص المخاطر والاستفادة القصوى من المزايا التي يمنحها كل أسلوب تداول.
النجاح في المضاربة يحتاج إلى التعلم والتدرب الكافي على طرق التحليل وأدوات التداول ومتابعة السوق. وعند فتح حساب تداول مع شركة أكسيا ستحصل على أدوات تداول حرفية من دورات تدريبية، آراء المحللين، توصيات التداول، النشرات الإخبارية، المفكرة الاقتصادية و خدماتTradingcentral ، بالإضافة إلى التداول الآلي، كل ذلك في منصة تداول واحدة.