هل ينجح بنك كندا في الضغط على الدولار كندي؟
يستمر زوج الدولار كندي في التحرك داخل قناة سعرية صاعدة ولكن بوتيرة ضعيفة، ولعل السبب الرئيسي الذي يعمل على دعم أداء الدولار الكندي أمام الدولار الأمريكي هو ارتفاع أسعار النفط التي تواصل الاستقرار أعلى مستوى 100 دولار للبرميل. وخلال السطور التالية نلقي نظرة على أهم مستجدات أداء زوج الدولار كندي.
أهم المؤشرات الاقتصادية
- مؤشرات سوق العمل الكندي
سجل مؤشر التغير في معدلات التوظيف الكندي قراءة سلبية خلال شهر مايو الماضي ليسجل تراجع في معدلات التوظيف بنحو 43.2 ألف وظيفة، وبالتوازي مع ذلك سجل مؤشر معدلات البطالة الكندي تراجع إيجابي إلى النسبة 4.9% مقابل التوقعات بأن يسجل المؤشر ثبات عند 5.1%. وعلى الرغم من تراجع معدل البطالة كنسبة مئوية إلا أن بيانات الوظائف تعكس تراجعا في عدد الوظائف الفعلي في الاقتصاد.
- مؤشر Ivey PMI
عكست نتائج مؤشر Ivey PMI بعض الضعف في أداء النشاط الصناعي الكندي، حيث استقر المؤشر عند مستويات 62.2 نقطة وذلك مقابل التوقعات بأن يستقر المؤشر عند 74 نقطة، وبمقارنة تلك القراءة مع القراءة السابقة نجد أن المؤشر قد تراجع بنحو 10 نقاط مقارنةً بشهر مايو الماضي.
- رصيد الميزان التجاري الكندي
سجل رصيد الميزان التجاري الكندي ارتفاع لأعلى مستوى منذ عام 2008، وليس ذلك بمستغرب، فقد دعمت أسعار النفط المرتفعة بجانب أسعار المواد الغذائية المرتفعة صادرات كندا. فقد سجل صافي رصيد الميزان التجاري الكندي ارتفاع إلى 5.3 مليار دولار كندي وذلك مقابل توقعات بأن يسجل المؤشر صافي بحجم 2.5 مليار دولار كندي.
- مؤشر نمو الناتج المحلي الكندي
سجل مؤشر نمو الناتج المحلي الكندي نمو بنسبة 0.3% خلال أبريل الماضي وذلك مقابل تسجيل 0.7% خلال الشهر الأسبق، ويعتبر ذلك الأداء الشهري موافقا للتوقعات تماما حيث أشارت التوقعات لأن يسجل المؤشر نمو بنسبة 0.3%.
زوج الدولار كندي في انتظار قرار بنك كندا
قام بنك كندا في الاجتماع الماضي برفع أسعار الفائدة بقيمة نقطة أساس ليرفعها إلى مستويات 1.5% في سبيل كبح جماح التضخم الذي سجل ارتفاع إلى مستويات قياسية عند 7.7% خلال شهر مايو الماضي وهو أعلى مستوى للتضخم الكندي منذ نحو 39 عاما.
وربما كان رفع معدلات الفائدة إلى هذا الحد هو السبب الرئيسي وراء التراجع الذي شهدناه في مؤشر Ivey، ولكن مع استمرار معدلات التضخم السنوي في الصعود من جانب ومن جانب آخر التوسع في وظائف القطاع الصناعي، فقد يدفع ذلك بنك كندا إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة وأن يوافق توقعات الأسواق بأن يرسل الفائدة إلى مستويات 2% خلال الاجتماع القادم.
تصريحات هامة لبنك كندا
صرحت عضو بنك كندا “كارولين روجرز” بأن بنك كندا لم تفاجئ ببيانات التضخم الأخيرة وأنها ترى أن أسعار الفائدة تتحرك بوتيرة بطيئة مقارنةً بمعدلات التضخم المرتفعة للغاية، وأشارت أيضا إلى اعتقادها بأن معدلات التضخم سوف تواصل صعودها لفترة أطول حتى تجدي معها معدلات الفائدة المرتفعة.
جاءت تلك التصريحات عقب تصريحات سابقة لعضو بنك كندا “بول بيوردي” قال فيها أنه يرى أن أسعار الفائدة يجب أن تصل إلى 3% ويشير ذلك بقوة إلى اعتقاد أعضاء لجنة السياسة النقدية في بنك كندا بأن أسعار الفائدة يجب أن ترتفع بوتيرة قوية مما يجعلنا نتوقع أن تزيد معدلات الفائدة الكندية بحجم 50 نقطة أساس خلال اجتماع الأربع القادم.
أسعار النفط وتأثيرها المتوقع على قرار بنك كندا
تستقر أسعار النفط حاليا عند مستويات 107 دولار للبرميل، وعلى الرغم من أنها أعلى من مستوى 100 دولار إلا أنه لاتزال هناك مخاوف قوية بشأن الركود الاقتصادي الممكن حدوثه بسبب التشديد النقدي من جانب البنوك المركزية حول العالم، وبالتالي ففي هذا السيناريو يتأثر أسعار النفط بشكل سلبي جدا وبالتالي سينعكس ذلك في ضغوط على الاقتصاديات التي يمثل النفط نشاط رئيسي فيها مثل الاقتصاد الكندي.
وبناءًا على فإن بنك كندا ربما يأخذ ذلك العامل في اعتباره في قرارات الفائدة التالية. من غير المتوقع أن يؤثر ذلك العامل بقوة على قرار بنك كندا القادم وخاصةً مع استمرار أسعار النفط عند مستو جيد، ولكن إذا أظهر سوق النفط مؤشرات خطر أكبر (خصوصا مع قرارات أوبك+ الأخيرة بزيادة الإنتاج) فإن ذلك قد يؤثر في وتيرة رفع الفائدة لدى بنك كندا.
كيف سيتأثر زوج الدولار كندي بأسعار الفائدة الكندية؟
سيكون الأربعاء القادم على قدر عالي من الأهمية بالنسبة لزوج الدولار كندي، حيث سيخرج نتائج مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي جنبا إلى جنب مع قرار الفائدة الكندية وبالتالي، فإن تأثير قرار الفائدة سيتوقف بشكل كبير نتائج معدل التضخم الأمريكية. وبالتالي فنحن الآن أمام عدد من السيناريوهات المحتملة:
- أن تأتي نتائج قرار الفائدة والتضخم الأمريكي موافقة للتوقعات، وفي هذا قد نرى استمرار للأداء الحالي للدولار كندي.
- السيناريو الثاني أن نرى تكون نتائج التضخم الأمريكي أعلى من التوقعات مع موافقة الفائدة الكندية للتوقعات، وفي هذا الوضع سيرتفع الدولار كندي بقوة.
- وثالثا، أن نرى معدل التضخم الأمريكي أقل من المتوقع مما سيكون أثره سلبي على الدولار كندي.
وبشكل عام فإن السيناريو الأول هو الأرجح. وكما رأينا فإن كل سيناريو من السيناريوهات يحتوي على فرصة جيدة لتحقيق ربح من تحرك زوج الدولار كندي، وبالتالي فإن المستثمرين يترقبون ذلك اليوم بشغف كبير، فلماذا لا تنضم أنت أيضا إلى فريق الرابحين وتبدأ بالتداول على الزوج مع أكسيا.