الدولار الأميركي مستقر وسط التوترات وقرارات البنوك المركزية المتوقعة
خلال جلسة التداول الآسيوية يوم الاثنين، شهد الدولار الأمريكي بعض تدفق الملاذ الآمن، مدفوعًا بارتفاع التوترات في السوق في أعقاب التهديدات الأخيرة للرئيس ترامب. انخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قوة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية، إلى ما دون العتبة الحرجة 108.00، ويحوم حاليًا حول 107.30 وسط تحول معنويات المتداولين.
وقد نشأ المحفز لهذه التقلبات خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما أعلن الرئيس ترامب عن إمكانية فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات الكولومبية. وجاءت هذه الخطوة ردا على رفض كولومبيا قبول المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة، مما دفع التجار إلى إعادة تقييم آرائهم الحمائمية السابقة بشأن الرسوم الجمركية كأداة للتفاوض في العلاقات التجارية.
مع استعداد الأسواق لإعلانات مهمة عن السياسة النقدية من جانب كل من بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع، تكتسب البيانات الاقتصادية أهمية متزايدة. ويتوقع المحللون أن ينفذ البنك المركزي الأوروبي خفضًا آخر في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في حين من المتوقع أن يحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على تكاليف الاقتراض الحالية. وسيشهد يوم الاثنين إصدار مؤشر النشاط الوطني لبنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو لشهر ديسمبر، بعد قراءة سابقة بلغت -0.12، فضلاً عن توقعات بارتفاع مبيعات المساكن الجديدة إلى 0.67 مليون وحدة.
وعلى صعيد الأسهم، أدت المخاوف بشأن التقييمات المبالغ فيها في قطاع التكنولوجيا إلى انخفاض ملحوظ في أسواق الأسهم، مع انخفاض المؤشرات الأوروبية والعقود الآجلة الأميركية بأكثر من 1%. وتساهم توقعات السوق بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا العام في التقلبات، حيث يظل التركيز منصبا على البيانات القادمة التي قد تؤثر على توقعات التضخم.
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي من حيث جاذبية الملاذ الآمن، مع انجذاب المستثمرين نحو سندات الخزانة الأمريكية والين الياباني. وقد ارتفع الين بأكثر من 1% مقابل الدولار، مما زاد من الضغوط على مؤشر الدولار الأمريكي. ويتوقع مراقبو السوق ارتفاع التقلبات في مؤشر الدولار الأمريكي، وخاصة في ضوء قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الوشيك.
ولكي يستعيد مؤشر الدولار زخمه، يتعين عليه أولاً استعادة المستوى النفسي 108.00، يليه أعلى مستوى سجله في يوليو/تموز 2022 عند 109.29. وعلى الجانب السلبي، قد يوفر المتوسط المتحرك البسيط لـ 55 يومًا عند حوالي 107.56 دعمًا حاسمًا لامتصاص الخسائر المحتملة. وتظل السوق متيقظة، في انتظار إصدارات البيانات المهمة وقرارات السياسة النقدية التي قد تشكل الأيام المقبلة.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن