
أسعار الذهب تحت الضغط في ظل ترقب الأسواق لإشارات الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الرئيسية
تواجه أسعار الذهب ضغوطًا مستمرة، حيث لا تزال أسعار الذهب بالقرب من أدنى مستوياتها الشهرية دون مستويات 3,200 دولار أمريكي في الوقت الذي تترقب فيه السوق بيانات اقتصادية هامة وخطاب مرتقب من رئيس الاحتياطي الفيدرالي. وفي أعقاب عمليات البيع الملحوظة التي تجاوزت 2%، تبدو النظرة المستقبلية للذهب غير مستقرة حيث يقوم المتداولون بتقييم أرقام مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة الأمريكية القادمة، والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير على توقعات أسعار الفائدة المستقبلية.
وقد عكست التداولات الآسيوية تحولاً في معنويات المخاطرة مما ساهم في تراجع مؤقت في الزخم الصعودي للدولار الأمريكي. ومع استمرار توخي المتداولين الحذر، فقد اختاروا عدم القيام بمراهنات كبيرة على الدولار أو الذهب حتى صدور المؤشرات الاقتصادية الرئيسية. وتشير التوقعات إلى أن أحجام تجارة التجزئة قد تزداد مع استعداد المتداولين للتأثيرات المحتملة من الرسوم الجمركية الأمريكية، ومن المتوقع أن ينخفض مؤشر أسعار المنتجين إلى 2.5% على أساس سنوي لشهر أبريل. وتشير معنويات السوق الحالية إلى احتمال قيام الاحتياطي الفدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بنحو 53 نقطة أساس خلال العام، مع احتمال متساوٍ تقريبًا لتخفيضها بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر.
في ظل هذه الخلفية، يبدو أن التوقعات بتخفيضات أقل في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي تعيق جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا. ويستمر هذا الاتجاه على الرغم من الانخفاض الطفيف في مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، والذي شهد ارتفاعًا سنويًا بنسبة 2.3% مقابل 2.4% كما كان متوقعًا. وما يزيد من التحديات التي يواجهها الذهب هو انخفاض المخاوف من الركود الاقتصادي بسبب الانفراج التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب التفاؤل المحيط بالمفاوضات التجارية مع كوريا الجنوبية والاتفاقيات المحتملة المتعلقة بإيران.
وبالنظر إلى المستقبل، قد يتأثر مسار أسعار الذهب بنتائج المفاوضات الجارية بين أوكرانيا وروسيا. وفي حال جاءت بيانات مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة القادمة أقل من التوقعات، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة إشعال التوقعات بموقف أكثر تشدداً من جانب الاحتياطي الفدرالي، مما قد يدعم أسعار الذهب. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر عوامل مثل عجز الميزانية الأمريكية المتزايد، الذي بلغ 1.049 تريليون دولار للأشهر السبعة الأولى من السنة المالية 2025، على معنويات المستثمرين تجاه أصول الملاذ الآمن.
في الوقت الحالي، يختبر الذهب المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يومًا (SMA) المهم حول 3,155 دولارًا. كما يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يومًا مؤشرات هبوطية أيضًا، وهو حاليًا دون المستوى المحايد، مما يشير إلى إمكانية حدوث المزيد من الانخفاضات. ومع ذلك، إذا صمد الدعم عند المتوسط المتحرك البسيط ل 50 يومًا، فقد يكون من الممكن تحقيق انتعاش نحو المتوسط المتحرك البسيط ل 21 يومًا عند 3,308 دولارًا، على الرغم من أن الانخفاض الكبير دون هذا المستوى قد يفتح الباب أمام خسائر أعمق، مستهدفًا المتوسط المتحرك البسيط ل 100 يوم عند 2,972 دولارًا ومستويات الدعم الرئيسية حول 3,100 دولار وأدنى مستوى عند 3,072 دولارًا من أبريل.