
أسعار الذهب تتراجع وسط ارتفاع الدولار الأمريكي وتراجع حدة التوترات التجارية
انخفضت أسعار الذهب إلى ما يقرب من 3,245 دولارًا أمريكيًا في الجلسات الأولى من يوم الخميس في آسيا، مسجلة انخفاضًا بنسبة 1.25% خلال اليوم. ويأتي هذا الانخفاض نتيجة لتراجع حدة التوترات التجارية وارتفاع الدولار الأمريكي، اللذان يضغطان مجتمعين على قيمة المعدن النفيس. ويولي المتداولون في السوق اهتمامًا خاصًا بتقرير التوظيف الأمريكي المرتقب المقرر صدوره يوم الجمعة.
شهد سوق الذهب (XAU/USD) انخفاضًا كبيرًا، حيث وصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض حدة النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي. ويرتبط تحسن المعنويات بين المستثمرين بالتطورات الأخيرة، بما في ذلك الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي بهدف خفض الرسوم الجمركية على قطع غيار السيارات الأجنبية. ويتيح هذا الإجراء للمصنعين فترة عامين لزيادة المصادر المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، أشار مسؤولو وزارة الخزانة الأمريكية إلى عروض مشجعة من الشركاء التجاريين، في حين أن التوقعات باتفاقات وشيكة بشأن التعريفات الجمركية قد عززت الثقة.
ومع تزايد التفاؤل فيما يتعلق بالعلاقات التجارية، ازدادت قوة الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب، الذي يُنظر إليه عادةً على أنه أحد أصول الملاذ الآمن. ارتفاع قيمة الدولار يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الدوليين، مما يساهم في انخفاض سعره.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد التكهنات بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في التخفيف من بعض خسائر الذهب. أشارت البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن الاقتصاد الأمريكي انكمش بمعدل سنوي قدره 0.3% في الربع الأول من عام 2025، وهو أقل من التوقعات. وسط هذه الخلفية، تشير العقود الآجلة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في تخفيض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر يونيو، مع توقعات بتخفيضات بمقدار أربع نقاط مئوية بحلول نهاية العام، مما يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة إلى ما بين 3.25٪ و 3.50٪. وبينما يترقب السوق أرقام التوظيف لشهر أبريل، والتي من المتوقع أن تُظهر إضافة 130 ألف وظيفة، إلى جانب ثبات معدل البطالة عند 4.2%، لا يزال المستثمرون على أهبة الاستعداد لأي تحولات في المؤشرات الاقتصادية التي قد تؤثر على ديناميكيات السوق.