ملخّص السوق الأسبوعي
تميز الأسبوع من 15 إلى 19 يوليو 2024 بأحداث هامة في السوق، وتقويم اقتصادي مزدحم، وحركات ملحوظة في مختلف الأصول القابلة للتداول. راقب المستثمرون والمحللون هذه التطورات عن كثب أثناء تعاملهم مع المشهد المالي المعقد والديناميكي. يقدم هذا الملخص نظرة عامة مفصلة عن الأحداث والاتجاهات الرئيسية التي شكلت السوق خلال هذه الفترة
أحداث السوق
- اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
أحد الأحداث الأكثر توقعًا لهذا الأسبوع كان اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وكان المستثمرون مهتمين بشدة بموقف بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وخاصة في سياق بيانات التضخم الأخيرة ومؤشرات النمو الاقتصادي. قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند المستوى الحالي لكنه أشار إلى أن رفع أسعار الفائدة في المستقبل قد يكون في الأفق إذا استمرت الضغوط التضخمية. وكان لهذا الإعلان تأثير متباين على الأسواق، حيث شهدت بعض القطاعات تقلبات بينما ظلت قطاعات أخرى مستقرة.
- موسم أرباح الشركات
استمر موسم أرباح الشركات على قدم وساق، حيث أعلنت العديد من الشركات الكبرى عن نتائجها الفصلية. وكان عمالقة التكنولوجيا مثل أبل ومايكروسوفت وتيسلا في دائرة الضوء. أعلنت شركة Apple عن أرباح أفضل من المتوقع، مدفوعة بمبيعات iPhone القوية والنمو في قطاع خدماتها. لقد تجاوزت Microsoft أيضًا التوقعات، بفضل الأداء القوي في أقسام الحوسبة السحابية والبرمجيات. من ناحية أخرى، واجهت شركة تسلا بعض التحديات، حيث أثرت عمليات تسليم السيارات الأقل من المتوقع على سعر سهمها.
- التوترات الجيوسياسية
لعبت التطورات الجيوسياسية أيضًا دورًا حاسمًا في تحركات السوق. استمرت التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والصين بشأن التجارة والتكنولوجيا في خلق حالة من عدم اليقين. بالإضافة إلى ذلك، أثار تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط مخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة في إمدادات النفط، والتي أثرت بدورها على أسواق الطاقة العالمية.
التقويم الاقتصادي
كان التقويم الاقتصادي مليئًا بإصدارات البيانات والأحداث الهامة التي قدمت رؤى حول صحة الاقتصاد العالمي.
- مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI)
صدرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يونيو، والتي أظهرت زيادة بنسبة 3.2٪ على أساس سنوي. ويمثل هذا تباطؤًا طفيفًا عن الشهر السابق بنسبة 3.5%، مما يشير إلى أن الضغوط التضخمية قد تتراجع. ومع ذلك، ظل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة، مرتفعا، مما يشير إلى استمرار التضخم الأساسي.
- نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو
تم نشر أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو للربع الثاني، مما يكشف عن توسع متواضع بنسبة 0.3٪ على أساس ربع سنوي. ورغم أن هذا النمو كان أبطأ من المتوقع، إلا أنه سلط الضوء على التعافي المستمر في المنطقة من الركود الناجم عن الوباء. ومع ذلك، استمرت المخاوف بشأن ارتفاع تكاليف الطاقة وتعطل سلسلة التوريد في التأثير على التوقعات الاقتصادية.
- معدل البطالة في المملكة المتحدة
تم الإبلاغ عن معدل البطالة في المملكة المتحدة لشهر مايو عند 4.2٪، دون تغيير عن الشهر السابق. ورغم أن سوق العمل ظلت مستقرة نسبيا، فإن النهج الحذر الذي اتبعه بنك إنجلترا في التعامل مع السياسة النقدية يعكس المخاوف المستمرة بشأن التضخم والنمو الاقتصادي.
تحركات الأصول القابلة للتداول
· الأسهم
شهدت الأسهم الأمريكية أداءً متباينًا على مدار الأسبوع. وشهد مؤشرا S&P 500 وNasdaq Composite مكاسب متواضعة، مدفوعة بأرباح الشركات القوية في قطاع التكنولوجيا. مع ذلك، أنهى مؤشر داو جونز الصناعي الأسبوع على انخفاض طفيف، متأثرًا بالأداء الضعيف في القطاعين الصناعي والمالي.
وواجهت الأسهم الأوروبية رياحا معاكسة بسبب المخاوف بشأن النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار الطاقة. انخفض مؤشر Euro Stoxx 50، مع تسجيل الأسواق الرئيسية مثل DAX الألماني وCAC 40 الفرنسي خسائر أيضًا.
في آسيا، سجل مؤشر شنغهاي المركب مكاسب، مدعوماً ببيانات الإنتاج الصناعي الإيجابية وإجراءات الدعم الحكومية. ومع ذلك، شهد مؤشر نيكاي 225 الياباني تقلبات وسط مخاوف بشأن الظروف الاقتصادية العالمية.
· السلع
كانت أسعار النفط متقلبة للغاية خلال الأسبوع، متأثرة بالتوترات الجيوسياسية والمخاوف المتعلقة بالإمدادات. وتقلبت أسعار خام برنت بين 75 و80 دولارًا للبرميل، مع مراقبة المشاركين في السوق عن كثب للتطورات في الشرق الأوسط وقرارات إنتاج أوبك+.
شهدت أسعار الذهب زيادة طفيفة، مستفيدة من الطلب على الملاذ الآمن وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي ومخاوف التضخم. وجرى تداول المعدن النفيس عند مستوى 1850 دولارًا للأوقية، مما جذب المستثمرين الباحثين عن الاستقرار.
· العملات
شهد الدولار الأمريكي أداءً متباينًا مقابل العملات الرئيسية. ظل مؤشر الدولار (DXY) ثابتًا نسبيًا، حيث قام المشاركون في السوق بوزن توقعات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي مقابل البيانات الاقتصادية. وتراجع اليورو قليلا مقابل الدولار، مما يعكس المخاوف بشأن النمو والتضخم في منطقة اليورو.
تعزز الين الياباني مع سعي المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن وسط حالة من عدم اليقين العالمي. ظل الجنيه البريطاني تحت الضغط بسبب البيانات الاقتصادية المختلطة والإشارات الحذرة لسياسة بنك إنجلترا.
خلاصة القول
تميز الأسبوع من 15 إلى 19 يوليو 2024 بمزيج من تقارير أرباح الشركات واجتماعات البنوك المركزية وإصدارات البيانات الاقتصادية والتطورات الجيوسياسية. وقد أثرت هذه العوامل مجتمعة على أداء مختلف الأصول القابلة للتداول، مما أدى إلى خلق بيئة سوق ديناميكية ومتقلبة في بعض الأحيان. ومع استمرار المستثمرين في التغلب على هذه التعقيدات، فإن التفاعل بين المؤشرات الاقتصادية وقرارات السياسة سيظل حاسما في تشكيل اتجاهات السوق في الأسابيع المقبلة.