كم رأس المال الذي تحتاجه لتداول الفوركس؟
في عصرنا الحالي صار التداول في الأسواق المالية عامة وتداول فوركس بشكل خاص في متناول أغلب الناس، السبب في ذلك يعود إلى التكنولوجيا الرقمية حيث يمكن اجراء التداولات مباشرة عبر تطبيقات الهاتف الذكي. إضافة إلى أن المتطلبات المالية للاستثمار في أسواق المال أصبحت في متناول اليد حيث تستطيع الاستثمار بآلاف الدولارات إلى بضع عشرات من الدولارات، بفضل خاصية الرافعة المالية في هذا السوق والتي تتنافس شركات الوساطة في حجم الرافعة المالية التي تمنحها للمتداول.
رأس المال الذي تحتاجه لتداول الفوركس
شركة أكسيا تريد توفر حسابات تداول بحد أدنى لرأس المال الذي تحتاجه لتداول الفوركس للإيداع يبلغ 500 دولار، ولكن بعض شركات الوساطة الأخرى تتيح الإيداع كحد أدني أقل من ذلك بكثير. ولكن ليس لأننا نستطيع فمعنى ذلك أنه الأفضل، فالتداول برأس مال صغير جدًا قد يؤدي إلى الخسارة السريعة أو في أحسن الأحوال تحقيق أرباح قليلة لا تتناسب مع المجهود المبذول أو الأهداف المتوقعة من الاستثمار.
ولكن هل هذا الحد الأدنى كافٍ حقًا للتداول بفعالية؟ الإجابة على هذا السؤال نسبية جدًا، وتعتمد على الكثير من المتغيرات المتعلقة بك كمتداول وشروط التداول الي تفرضها شركة الوساطة التي تعمل معها.
مفهوم رأس المال
يعد رأس المال المبلغ الذي ستقوم في ايداعه لدى شركات التداول او شركات الوساطة لكي تتداول معها، وفي الغالب يكون الرصيد بالدولار الامريكي، ومن الامور الضرورية لمعرفة مقدار راس المال الذي تكون في حاجة له عند بدء التداول عليك اولا معرفة الفرص، فهو سوق مشوق يدخل أكثر من 4 تريليونات دولار في اليوم وهو سوق مفتوح على مدار 24 ساعة مع عدة أزواج مختلفة تتحرك في حركات عشوائية، فنجد أن كل زوج من أزواج العملات يملك نوع خاث من الطاقة والجمال الخاص به فيجذبك للمزيد من التداول به، ويوجد عدة استراتيجيات سنتحدث عنها أيضًا لتوضيح التداول وعلاقته برأس المال.
استراتيجية التداول والرافعة المالية
تلعب استراتيجية التداول دورًا رئيسيًا في تحديد حجم رأس المال المناسب للتداول بفعالية والنجاح في تجارة الفوركس . ومهما كانت الاستراتيجية التي تستعملها فإننا يمكن أن نقسّمها إلى ثلاث أنواع رئيسية حسب الفترة الزمنية:
- التداول اليومي النشط، حيث تمتد فترة فتح الصفقات من بضع ثواني إلى عدة ساعات في اليوم.
- التداول المتوسط الأجل، من بضعة أيام إلى عدة أسابيع.
- التداول الطويل الأجل ويسمى أيضًا (السوينج Swing )، قد تمتد فترة الصفقة إلى عدة أشهر.
في التداولات المتوسطة والطويلة الأجل تكون مستويات وقف الخسارة وجني الأرباح بعيدة عن نقطة الدخول للحماية من تقلبات الأسعار، وهذا ما يحتم على المتداولين فتح صفقات كبيرة الحجم لتحقيق عوائد ومردودية مقبولة.
وكلما كانت الرافعة المالية كبيرة كانت المخاطر كبيرة والأرباح المترتبة عنها أيضا كبيرة ولذلك يسعى الكثير من المستثمرين المحبين للمخاطرة للحصول على أكبر حجم ممكن من الرافعة المالية حيث تمكنهم من فتح صفقات حجمها كبير وباستخدام جزء صغير من رأس مالهم.
هل التداول يحتاج راس مال ؟
نعم ولا ينصح باستخدام رأس مال أقل من 500 $ وذلك لأنك قد تضطر الى إبقاء الصفقات مفتوحة لفترة طويلة وهذا قد يؤدي إلى تراكم تكاليف فائدة التبييت) السواب( SWAP وفي أكسيا تريد يكلفك رسوم التبييت المقتطعة كون حسابات التداول اسلامية ، وهذا قد تؤثر بسرعة على الحسابات الصغيرة.
مثال:
لنفترض مثلًا رصيد حساب تداول يبلغ $10,000، ونريد أن نفتح صفقة شراء طويلة الأجل على زوج اليورو دولار EURUSD بأهداف 1500 نقطة ووقف خسارة 750 نقطة ورافعة مالية 1/100 و فائدة التبييت لمدة ستة أشهر أي 180 يومًا.
هناك العديد من السيناريوهات المحتملة، سنحاول اختصارها في الجدول التالي حسب أسعار السوق على منصة شركة أكسيا وقت كتابة هذا المقال.
تجنبًا للتعقيد أكثر، لم نتطرق إلى جميع الاحتمالات كما أننا لم نقم بحساب عمولات فتح واغلاق الصفقات أو السبريد والتي تختلف قيمتها من شركة وساطة إلى أخرى.
في حال الالتزام بمعايير إدارة المخاطر وفتح صفقة بعقد صغير فإن الخسائر تكون قليلة، ولكن أيضًا الأرباح قليلة جدًا لا تتعدى 0.78 دولار في اليوم كمعدل.
في حال زيادة حجم العقد فإنك تحقق أرباح أكبر، ولكنك تخاطر بخسارة أكبر ، وقد يترتب عن ذلك عدم القدرة على فتح صفقات جديدة لأن الهامش المتاح لا يكفي.
في المقابل، عند استخدام استراتيجيات التداول اليومي، عادة ما تكون مستويات وقف الخسارة وجني الأرباح قريبة من نقطة الدخول. كما أن تكاليف فائدة التبييت الليلي غير موجودة لأن الصفقة تغلق قبل الساعة الخامسة مساءً بتوقيت نيويورك (5pm ET) .
إذًا، الإستراتيجيات التي تحتاج إلى فترات زمنية طويلة أو رافعة مالية كبيرة تحتاج إلى رأس مال أكبر.
إدارة المخاطر والمكاسب المتوقعة
تعتبر إدارة المخاطر حجر الأساس للنجاح في الاستثمار أو التداول في أسواق المال، وكقاعدة عامة لا يجب عليك أن تخاطر بأكثر من 1٪ من رأس مال الحساب في صفقة واحدة، وبحد أقصى 35% من رأس المال لجميع الصفقات التي تقوم بفتحها
ولكن لماذا هذه النقطة مهمة؟ وما علاقتها بحجم رأس المال في حساب التداول؟
ببساطة لأن هناك علاقة طردية بين نسبة المخاطرة ونسبة الأرباح والعوائد المتوقعة، فعندما ترتفع نسبة المخاطرة ترتفع نسبة الربح والعكس الصحيح.
أيضًا، غالبًا ما يستهدف المتداولون نسبة أرباح تبلغ ضعف نسبة المخاطرة على الأقل. فمثلًا إذا كانت نسبة المخاطرة 1% فإن نسبة الربح المستهدف من الصفقة يكون 2% على الأقل.
الآن، لنلقي نظرة على الجدول التالي:
في حال كان رأس المال في حساب التداول صغير من السهل جدًا ملاحظة أن الالتزام الصارم باستراتيجية إدارة المخاطر (الذي قلنا إنه أساس النجاح)، سوف ينتج عنه مكاسب قليلة جدًا لا تتعدى بضع دولارات بعد الكثير من الجهد والتحليل ومتابعة والسوق. وكلما كان حجم الحساب أكبر كانت المكاسب التي يمكن تحقيقها أكبر.
هذا الأمر يمكن أن يكون محبطًا جدًا، مما يدفعك إلى التفكير في زيادة حجم العقود باستخدام حجم أكبر من الرافعة المالية (يشترط موافقة شركة الوساطة التي تتعامل معها) وزيادة حجم المخاطر فوق نسبة 1%.
هذا خطأ يقع فيه أغلب المتداولين المبتدئين، لأنه بمجرد القيام بذلك، يصبح رصيد حسابك في خطر كبير (بغض النظر عن مدى جودة تداولاتك)، وأنت بذلك تسير على درب الخسارة.
إذا كنت تتوقع تحقيق $10,000 شهريًا من حساب تداول يبلغ رصيده 500 دولار، فإن تحقيق هذا الهدف صعبا وأنت بحاجة إلى فتح تداولات ذات مخاطر عالية جدا. ولكن عند استثمار $10,000 فنفس الهدف يصبح اسهل وفي متناول اليد.
رأس المال وأهداف التداول
الهدف الأساسي من التداول أو الاستثمار أو أي عمل آخر هو تحقيق المكاسب المالية من خلال الجهد والوقت والمال المبذول. وفي مجال التداول بالذات أنت تحتاج المال بشكل رئيسي من أجل كسب المال.
قد يكون مهما أن تحدد كم تريد أن تكسب ، لكن السؤال الأهم هو كم تستطيع أن تكسب باستعمال رأس المال والوقت المتاح وما تملك من خبرة تداول وأدوات.
أهداف التداول نسبية جدًا، وتختلف من متداول إلى آخر، حسب خبرته في السوق وكذلك خلفيته الاقتصادية والمالية. فالمتداول المبتدئ في الغالب يريد تعلم أصول التداول من أجل تحقيق دخل إضافي.
قد يكون رصيد حساب ببضع مئات من الدولارات كافيًا لتحقيق ذلك الهدف إذا كان هذا المتداول يعيش في دولة تكاليف الحياة فيها منخفضة (خلفية اقتصادية). فإذا كان متوسط الدخل الشهري 400 دولار، وتمكن من تحقيق ربح يبلغ 100 دولار فهذه زيادة بمقدار 25%.
لكن إذا كان في دولة غنية متوسط الدخل الشهري فيها يبلغ 4000 دولار، فإن ربح 100 دولار في الشهر يعتبر مبلغًا بسيطًا وليس ذو أهمية كبيرة.
أيضًا في حالة المتداول المحترف الذي يتخذ من التداول مصدر دخله الرئيسي، فإن تحقيق بضع مئات من الدولارات يوميًا لن يكون كافيًا وفعّالًا، لذلك هو يحتاج إلى استثمار رأس مال على الأقل بعشرات الآلاف من الدولارات . وهنا أيضًا يجب أن نأخذ في الاعتبار الخلفيات المالية والاقتصادية.
سواء كنت تريد تحقيق دخل إضافي أو تهدف لجعل التداول مهنتك الدائمة، فيجب أن تتحقق أولًا من أهدافك من التداول في الأسواق المالية قبل تحديد رأس المال المناسب ووضع أهداف أكبر للعوائد التي تتوقعها.
النجاح في التداول يحتاج بالإضافة إلى رأس المال إلى توافر مجموعة من الشروط والأدوات والتكنولوجيا التي توفرها شركة أكسيا والتي تشمل المتابعة اللحظية لتطورات السوق والنشرات الاخبارية والمفكرة الاقتصادية وآراء المحللين وتوصيات التداول التي توفرها أكسيا من أكبر الشركات المتخصصة بتحليل الأسواق ك Trading Central وغيرها. وللاستفادة من هذه الخدمات ما عليك إلا الاختيار من أحد أنواع حسابات التداول المتوفرة.