الاسترليني دولار لا زال تحت ضغط الفائدة الفيدرالية
يواصل زوج الاسترليني دولار نزيفه الحاد الذي شهده منذ يناير من العام الجاري، إذ يتلقى الاقتصاد البريطاني صدمات متتالية من عدة جوانب جعلت من الصعب على الاسترليني أن يصمد أمام الدولار الأمريكي على الرغم من اتجاه بنك إنجلترا إلى السياسة التشديدية قبل قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة. وخلال السطور التالية نلقى الضوء على مستجدات أداء زوج الاسترليني دولار وتوقعات أدائه للفترة المقبلة.
الاسترليني دولار لا يزال يعاني من ضغوط البريكسيت
لا زال الاقتصاد البريطاني يعاني من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث أصبح السوق البريطاني في احتياج كبير للأيدي العاملة المدرية التي كانت تأتي من شتى أنحاء الاتحاد الأوروبي، وذلك بالإضافة إلى أن الصادرات السلعية البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي أصبح الآن يعترضها الرسوم الجمركية الأوروبية.
وقد تجلت آخر السجالات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في هذا الملف في تحذيرات المفوضية الأوروبية إلى بريطانيا بأنها ستقوم باتخاذ إجراءات قضائية ضدها لما تواتر عن اعتزام بريطانيا خرج بروتوكول أيرلندا الشمالية وإعداد مشروع قانون يقوم بتغيير بعض بنود البروتوكول من جانب واحد، وهي بعض البنود المتعلقة بالرسوم الجمركية على البضاعة البريطانية الداخلة لأراضي أيرلندا التي تعتبر الآن جزء من الاتحاد الأوروبي.
الاسترليني دولار ومؤشرات اقتصادية ضعيفة
- مؤشر مبيعات التجزئة
على الرغم من أن مؤشر مبيعات التجزئة البريطاني قد سجل بيانات تعتبر إيجابية عن شهر مايو (مقارنةً بالتوقعات)، إلا أن المؤشر لا يزال يعكس انكماش في حركة مبيعات التجزئة الشهرية. فقد سجل المؤشر انكماشًا بنسبة 0.5% عن شهر مايو وذلك مقابل التوقعات بأن يسجل انكماش بنسبة 0.6%.
ولكن يجب ملاحظة أن الانكماش المتحقق في مايو يعتبر أعلى من الانكماش المسجل في أبريل والذي كان بنسبة 0.4% وبالتالي فإن القراءة تعتبر سيئة أيضًا وتعكس حالة من الركود تسيطر على السوق رغم معدلات التضخم التاريخية.
- مؤشر GFK لثقة المستهلك
سجل مؤشر GFK لثقة المستهلك أسوأ قراءة له منذ أكثر من 20 عامًا، حيث سجل المؤشر قراءة عند النقطة -41% مقابل توقعات بأن يسجل قراءة عند -40.
- مؤشرات مديري المشتريات الخدمي والتصنيعي
واصل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي تراجعه الذي يسيطر عليه منذ 2021، حيث سجل المؤشر قراءة عند النقطة 53.4 مقابل التوقعات بأن يسجل قراءة عند 53.5.
وعلى الرغم من أنه يعتبر موافق للتوقعات، إلا أنه كان أدنى من القراءة المسجلة عن مايو والتي كانت عند 54.6 وهو ما يعكس استمرار تزايد الضغوط على القطاع الصناعي البريطاني ومن ثم على الاسترليني دولار.
وبخلاف ذلك، فإن مؤشر مديري المشتريات الخدمي أظهر نتيجة إيجابية بتسجيل قراءة عند 53.4 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 53 نقطة وأيضًا مقابل تسجيل 51.8 نقطة فقط عن شهر مايو الماضي، وهذا يعكس عدم تناغم بين أداء القطاع الخدمي والقطاع الصناعي، ويعكس أيضًا أثر رفع قيود الإغلاق الخاصة بكورونا على أداء الأنشطة الخدمية.
- مؤشر الحساب الجاري
أظهر مؤشر عجز الحساب الجاري أسوأ قراءة له على الإطلاق، حيث أظهر المؤشر اتساع العجز الربعي ليصل إلى 51.7 مليار استرليني خلال الربع الأول من 2022.
ويمثل ذلك العجز نحو 18.3% من إجمالي الناتج المحلي البريطاني وهو أعلى بكثير من العجز المتوقع والذي كان بقيمة 39.8 مليار فقط وأيضًا من العجز المتحقق في نفس الفترة من العام الماضي والذي كان عند 26.3 مليار استرليني فقط. وقد أثرت هذه البيانات سلبًا بشكل كبير على الاسترليني دولار.
- مؤشر الناتج المحلي الربعي
أظهرت قراءة مؤشر الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الأول من 2022 نمو الناتج المحلي بنسبة 0.8% لتتناغم مع التوقعات تمامًا، ولكن رغم ذلك، فإن هذه القراءة تعتبر سيئة عند النظر إليها من زاوية المقارنة مع مستويات النمو للفترات السابقة، حيث تعبر هذه القراءة عن تباطؤ النمو بأقل وتيرة منذ أربعة أرباع متلاحقة.
وإضافة إلى تلك المؤشرات، فإنه يجب الأخذ في الحسبان أن معدلات التضخم السنوية في بريطانيا قد وصلت إلى مستويات 9% وهي أعلى مستويات منذ أكثر من أربعين عامًا، وذلك جنبًا إلى جنب مع رفع أسعار الفائدة إلى مستويات 1.25%. وهو ما يضع بنك إنجلترا في موقف صعب ليختار بين الركود أو فقدان السيطرة على التضخم.
توقعات زوج الاسترليني دولار
على المدى القريب، فإن هناك نموذج قاع مزدوج يتم تكوينه المستوى الحالي للإسترليني دولار 1.2003 ولكن حتى الآن لم يتأكد النموذج. لكن إذا تم تأكيد النموذج بكسر خط العنق 1.227 فإن الاسترليني دولار قد يقوم بعمل تصحيح صاعد ليكون هدفه 1.2538.
ولكن على المدى المتوسط، والاتجاه الرئيسي للإسترليني دولار يشير لمواصلة التحرك داخل القناة السعرية الهابطة خاصة مع استمرار الضغط الاقتصادي على الاسترليني من جانبي الركود والتضخم بالتزامن مع استمرار قوة الدولار الأمريكي، قد تتباطأ وتيرة التراجع إذا لم يأبه بنك إنجلترا لمؤشرات الركود، أما إذا قرر تهدئة التشديد النقدي، فإن ذلك سيكون مسمار جديد في نعش الزوج.
خلال الأيام القادمة سيكون لديك فرصة للاستفادة من التصحيح المتوقع في الاسترليني دولار إذا تم تأكيده، ولذا.. قم بانتهاز الفرصة وابدأ بالتداول مع أكسيا الآن.