
الذهب يتماسك وسط ضعف الدولار والأسواق تترقب البيانات الاقتصادية الأمريكية
تتماسك أسعار الذهب بعد انتعاشها الأخير، حيث حافظت على زخمها فوق مستوى الدعم الرئيسي البالغ 3,225 دولارًا. واعتبارًا من أوائل يوم الخميس، لا يزال المعدن الثمين محصورًا داخل حدود المتوسطين المتحركين البسيطين لمدة 21 يومًا و50 يومًا، مع مؤشر القوة النسبية اليومي الذي يشير إلى انحياز محايد. ويواصل المتداولون في السوق مراقبة المؤشرات الاقتصادية المقبلة، بما في ذلك إصدارات البيانات الأمريكية متوسطة المستوى وأرقام تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي المقرر صدورها يوم الجمعة، والتي من المتوقع أن تؤثر على اتجاه الذهب والدولار الأمريكي.
في غضون ذلك، وصل الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات عبر أزواج العملات الرئيسية، مواصلاً بذلك سلسلة خسائره التي استمرت أربعة أيام. ويُعزى هذا الضعف الواسع النطاق جزئيًا إلى تجدد التوترات السياسية، لا سيما انتقاد الرئيس ترامب لمصداقية الاحتياطي الفيدرالي. وتشير التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي يفكر في تعيين خليفة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث يتم تداول أسماء مثل كيفن وارش وكيفن هاسيت وديفيد مالباس وكريستوفر والر كمرشحين محتملين. وتثير مثل هذه التكهنات تساؤلات حول اتجاه السياسة النقدية المستقبلية واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوخى مراقبو السوق الحذر بشأن الآثار المترتبة على أسعار الفائدة وقوة الدولار.
وعلى الرغم من تراجع الدولار، فقد كافح الذهب لتحقيق تقدم ملحوظ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التفاؤل الذي يحيط بوقف محتمل لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مما يخفف من بعض التوترات الجيوسياسية. وبالإضافة إلى ذلك، واجه الذهب رياحًا معاكسة بعد شهادات رئيس الاحتياطي الفدرالي باول الأخيرة أمام الكونجرس، حيث أشار إلى موقف حذر بشأن خفض أسعار الفائدة حتى ظهور المزيد من الوضوح فيما يتعلق بالتأثير التضخمي للتعريفات الجمركية الأخيرة. ويؤكد هذا الشعور مجددًا على نهج الاحتياطي الفيدرالي المعتمد على البيانات، مما يجعل متداولي الذهب يترقبون إشارات أكثر وضوحًا.
يكشف التحليل الفني أن الذهب لا يزال مدعومًا بالمتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يومًا عند حوالي 3,325 دولارًا. ومع ذلك، فإن مستويات المقاومة واضحة بالقرب من المتوسط المتحرك البسيط لـ 21 يومًا عند 3,355 دولارًا ومستويات تصحيح فيبوناتشي عند 3,377 دولارًا. قد يؤدي الاختراق دون مستوى 3,297 دولارًا إلى تجدد الاتجاه الهبوطي نحو 3,250 دولارًا، في حين أن المكاسب المستمرة فوق 3,352 دولارًا ضرورية لاستعادة الزخم الصعودي. بشكل عام، من المرجح أن يعتمد مسار المعدن على المدى القريب على البيانات الاقتصادية الأمريكية والتطورات الجيوسياسية التي تؤثر على قوة الدولار.