الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. كيف تؤثر على السوق؟
يتجهز العالم خلال الأيام القليلة المقبلة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ أنه من المقرر أن تجري انتخابات الرئاسة خلال يوم الثلاثاء والذي سيوافق 5 نوفمبر، حيث تحتدم المنافسة بين المرشح الجمهوري “دونالد ترامب” والمرشحة الديمقراطية “كمالا هاريس”.
ولا يقتصر أثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الواقع السياسي وحسب، بل يمتد لأبعد من ذلك ليكون أحد المحركات الرئيسية للتوقعات الاقتصادية وتوقعات تحركات الأصول الاستثمارية حول العالم. وخلال السطور التالية نسلط الضوء على أهم المعلومات حول الانتخابات الرئاسية وكذلك نتائجها المتوقعة على الأسواق. ولمعرفة مزيد حول تأثر الأسواق بالانتخابات قم بزيارة المقالات التعليمية في أكسيا. انضم الآن.
كيف تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
يتميز النظام الانتخابي الأمريكية بشيء من التعقيد حيث يجمع نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكي بين نظام الانتخاب الشعبي ونظام الانتخاب من جانب الأشخاص المؤهلين، وذلك عبر الانتخابات العاملة ثم تصويت المجمع الانتخابي المكون من 538 عضوا والذين يمثلون الولايات الأمريكية. وتمر عملية انتخابات الرئاسية الأمريكية بأربعة مراحل رئيسية وهي كالآتي.
- 5 نوفمبر – يوم الانتخابات العامة
في هذا اليوم يقوم مواطني الولايات بالإدلاء بأصواتهم، وحين يدلون بأصواتهم في هذا اليوم فهم لا ينتخبون الرئيس بشكل مباشر، ولكن يعبرون عن المرشح الرئاسي الذين يدون أن يصوت له ممثلي الولاية في اللجنة المجمع الانتخابي.
- 17 ديسمبر – تصويت ممثلي الولايات
في هذا اليوم يجتمع ممثلي كل ولاية في المجمع الانتخابي، حيث يجتمعون داخل الولاية ويقومون بالتصويت على الرئيس ونائب الرئيس.
- 25 ديسمبر – مجلس الشيوخ
في هذا التاريخ تصل البطاقات الانتخابية الخاصة بناخبي الولايات (ممثلي كل ولاية في المجمع الانتخابي) إلى رئيس مجلس الشيوخ ليقوم الكونجرس بعقد اجتماع مشترك لمجلس النواب ومجلس الشيوخ ليتم فرز وعد الأصوات.
- 20 يناير – يوم التنصيب
يتم تنصيب الرئيس ونائب الرئيس الذين تم انتخابهما.
تاريخيا.. هل كانت عائدات الأسهم تتأثر بالانتخابات؟
اختلفت الدراسات فيما إذا كانت سنوات الانتخابات الرئاسية الأمريكية يكون لها تأثير مباشر على عائدات سوق الأسهم الأمريكي أم أن العلاقة بينهم تتحدد فقط حسب سيناريوهات فوز وخسارة كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وتشير بعض الدراسات إلى أن متوسط عائدات مؤشر S&P 500 تميل لتسجيل 8.7% مقارنة بمتوسط 7.7% في السنوات الأخرى، وهي تفسر تلك النتيجة بأن سواء كان الرئيس الحالي من الديموقراطيين أو الجمهوريين فإنه يتجه خلال عام نهاية ولايته لتكثيف الإنفاق الحكومي واتباع سياسات تدعم الاقتصاد لتجنب الوقوع في ركود قد يعصف فرصه الانتخابية، وهو ما ينعكس بالتالي إيجابيا على عائدات السوف.
وبرصد تحركات مؤشر “إس آند بي 500” خلال سنوات الانتخابات بدءا من عام 2008، نجد أن المؤشر كان يسجل عائدات إيجابية دائما سواء كان الفائز من الجمهوريين أم الديموقراطيين، وذلك باستثناء عام 2008 نظرا لتزامن ذلك مع أزمة الرهن العقاري الأمريكية.
كيف يمكن أن يتأثر الاقتصاد بالانتخابات الرئاسية؟
يرى الخبير الاقتصادي “كريستوف باراود” أن الاقتصاد الأمريكية سيشهد نمو اقتصادي متسارع خلال العام المقبل 2025 بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات. ويبرر لذلك التوقع بأن العام الحالي شهد حالة من تردد الشركات في خططها الاستثمارية والأنشطة التوسعية بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بالانتخابات، ولكن، مع تبدد هذه الحالة سيشهد السوق حالة انتعاش مما قد يدفع الاقتصاد لتحقيق نمو بنسبة 2.1%.
سيناريوهات محتملة
حدد الخبير “كريستوف باراود” سيناريوهات محتملة للأثر الاقتصادي الناتج عن نتائج الانتخابات وهي:
- أن تفوز كمالا هاريس ولكن مع كونجرس منقسم، وفي هذه الحالة ستظل الأوضاع الاقتصادية والتشريعات على ما هو عليه الحال بال تغير.
- أن يفوز ترامب مع كونجرس منقسم، وفي هذه الحالة لن يتمكن ترامب من إجراء التخفيضات الضريبية التي يخطط لها ولكن بدلا من ذلك سيركز على السياسات التجارية الحمائية مما سيضر بنمو الاقتصاد العالمي.
- أن يفوز ترامب مع أغلبية جمهورية في الكونجرس، وهذا هو السيناريو الذي يرجحه باراود، وفي هذه الحالية سيتمكن ترامب من إجراء التعديلات الضريبية التي ستدفع النمو الاقتصادي بقوة، ولكن سيكون ذلك على حساب تضخم الدين العام.
كيف يمكن أن تتأثر فئات الأصول المختلفة بالانتخابات الرئاسية؟
من المعروف أن فئات الأصول المختلفة لا تبدي نفس الاستجابة تجاه المؤثرات الأساسية على السوق، وهنا سنلي نظرة على الآثار المحتملة بالنسبة لفئات الأصول المختلفة.
- الأسهم
في حال فوز هاريس، فقد لا نشهد تغيرات كبيرة في عائدات الأسهم، أما في حال فوز ترامب فإنه إذا استطاع تطبيق خطته في التخفيضات الضريبية فقد يدفع ذلك الأسهم لتحقيق مكاسب تاريخية، وهذا بالطبع إذا لم يقوم بسياسيات خارجية تفاقم من استقرار التجارة العالمية.
- سوق الفوركس
بات السوق يدرك أن وصول ترامب إلى السلطة قد يعني أن التوترات الجيوسياسية العالمية قد تشهد تصاعد وبالتالي سيدعم ذلك تحركات عملات الملاذ الآمن مثل الدولار الأمريكي والين الياباني على حساب العملات الأخرى، أما في حال ما فازت هاريس فستظل أوضاع السوق على ما هي عليه.
- سوق السندات
أيضا في حال ما إذا فاز ترامب فإن عائدات سندات الخزانة الأمريكية قد تشهد ضغوطا ناجمة عن ارتفاع الطلب عليها كملاذ آمن، وذلك قد لا نشهده في حال فوز هاريس.
- سوق السلع
في حال فوز ترامب فسيكون ذلك محفزا لصعود أسعار سلع الملاذ الآمن كالذهب والفضة، كما قد تؤدي التوترات الجيوسياسية لصعود أسعار الطاقة مثل النفط والغاز.
- العملات المشفرة
تعد العملات المشفرة من فئات الأصول التي قد لا تتأثر كثيرا بقدوم أي من المرشحين، فعلى الرغم من وجود تباين في مواقف كل من ترامب وهاريس تجاه هذا القطاع، حيث يعد ترامب من كبار الداعمين لهذا القطاع في حين ترى هاريس وجوب تقنين هذا القطاع، ولكن حتى وإن كانت هاريس ترى وجوب تقنين العملات المشفرة ولكنها تتبنى وجهة نظر أقل تحفظا فيما يتعلق بشكل هذا التقنين، وبالتالي فإن فوز أي من المرشحين لن يمثل صدمة لهذا القطاع.
- الخلاصة
يتأثر الاقتصاد الأمريكية والأصول المالية حول العالم بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتعتبر الانتخابات القادمة من أكثر الجولات بالنسبة لعدم اليقين حول الفائز المحتمل، ولذا فهي تلقي بحالة من عدم اليقين حول الوضع الاقتصادي والاستثماري. ولمعرفة استراتيجيات الاستثمار المفضلة خلال فترة الانتخابات، قم بالانضمام إلى أكسيا وتعلم من خبرائها. انضم الآن.