أسعار الذهب في تذبذب واضح
يشهد الذهب تقلبات كبيرة في أعقاب حالة عدم اليقين في الاقتصاد الأمريكي بعد صدور بيانات مقلقة حول سوق التوظيف في أمريكا وكذلك بعد تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. فهل تعتبر الظروف الحالية ملائمة للاستثمار في الذهب أم يجب الانتظار؟
نظرة على أداء سعر الذهب
شهد سعر الذهب ارتفاعًا بنحو 18% منذ بداية العام حيث تم تداول أوقية الذهب حاليا عند مستويات 2,436.86 دولار، وحيث استطاع سعر الذهب أن يرتفع بنسبة تتجاوز 5% خلال تداولات شهر يوليو الماضي فقط. ويمكن رؤية ذلك مم خلال شاشة أسعار أكسيا.
وعلى الرغم من أن المناخ العام يؤيد صعود سعر الذهب، وذلك نظرا لارتفاع حدة التوترات العسكرية في الشرق الأوسط وانتظار أسواق المال العالمية لقرار الفيدرالي الأمريكي ببدء خفض الفائدة، إلا أن أسعار الذهب شهدت هبوطا حادا خلال تداولات الأسبوع الماضي في ظل التراجعات الجماعية التي شهدتها أسواق الأسهم والسلع.
ويعتقد الخبراء أنه على الرغم من هذا الانخفاض في أسعار الذهب والفضة، إلا أنهما يحافظان على أداء قوي منذ بداية العام حتى الآن. ولذا تعتبر عمليات البيع التي شهدها الذهب مؤخرا بمثابة تصحيح طبيعي مؤقت للسوق ثم يعود السوق للسير في ظل المؤثرات الأساسية الحالية.
ما الذي أدى لانخفاض سعر الذهب في الأسبوع الماضي؟
خلال الأسبوع الماضي شهد سوق الذهب تقلبات كبيرة كانت مدفوعة بعاملين رئيسيين:
- ارتفاع توقعات اقتراب خفض الفائدة الأمريكية
وبجانب ذلك فقد ارتفعت البطالة الأمريكية لأعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2021، حيث سجل مؤشر البطالة الأمريكية نسبة 4.3% وهو ما يعتبر أعلى من المستوى المتوقع والذي سجل 4.1% ومقابل المستوى المسجل في يونيو 4.1%.
وهو ما أدى لارتفاع التوقعات بأن يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة في وقت مبكر، بل واتجهت بعض التوقعات لأن يقوم بالبدء في رفع الفائدة في اجتماع استثنائي.
- الاتجاه التشديد لبنك اليابان
قام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة أعلى من 0% لأول مرة منذ عام 2010، حيث قرر في اجتماع مارس الماضي رفع الفائدة إلى 0.1% ثم قام في يوليو الماضي برفع الفائدة إلى 0.25%، كما أعلن عن بدء خفض برامج شراء السندات.
وقد أدت تلك القرارات إلى رفع تكلفة الاقتراض من بنوك اليابان، فخلال السنوات الماضية وخاصة بعد رفع الفائدة الأمريكية، اتجه العديد من المتداولين وصناديق التحوط للاقتراض من البنوك اليابانية ثم شراء الأوراق المالية والسلع في السوق الأمريكي وذلك للاستفادة من سعر الفائدة المنخفض في بنك اليابان، فيما يعرف بـ (كاري تريد).
ولكن ما حدث مؤخرا هو أن هؤلاء المتداولين قاموا بتكثيف مبيعات الأوراق المالية في السوق الأمريكي خاصة بعد توقعات خفض الفائدة الأمريكية، وهو ما أدى إلى تراجع جماعي للأسواق طال حتى أسعار الذهب التي تراجعت بشكل كبير.
ما هي العوامل الداعمة لارتفاع الذهب في الفترة القادمة؟
وفقا لخبراء سوق السلع الأساسية، هناك عدة عوامل دعمت ارتفاع الذهب في الآونة الأخيرة وهذه العوامل هي:
- قيام البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة
حيث يعتبر بنك اليابان هو أكبر مستهلك ومستثمر في الذهب، وقد أدى قرارهم برفع أسعار الفائدة إلى وضع الأصول الأخرى تحت ضغط وأصبح الذهب بديلا قويا كونة ملاذ آمن.
- الخوف من الركود في الولايات المتحدة
فبعد ارتفاع بيانات إعانات البطالة وارتفاع معدل البطالة وانخفاض نشاط سوق التوظيف، وتجدد الخوف من الركود في الولايات المتحدة، وبالتالي يقوم المستثمرون بتحويل أموالهم من الأصول الأخرى إلى الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.
- التوتر الجيوسياسي والتجاري
إن تصاعد التوتر العسكري في الشرق الأوسط وفي الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي، سيؤدى كل ذلك لدعم الطلب على الذهب.
- ضعف الدولار الأمريكي وعائدات الخزانة
وصل مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر باقترابه من مستوى 102.50 وانخفض عائد السندات الأمريكية لأجل 30 عاماً بنحو 0.50 في المائة. لذا قام المستثمرون بتسوية مراكزهم في سوق العملات والسندات واتخذوا مراكز جديدة في الذهب والفضة.
هل الاستثمار في الذهب مجدي عندما تنخفض الأسعار؟
غالبًا ما يُعتبر الذهب أحد الأصول الآمنة التي تحمي من التضخم، وانخفاض قيمة العملة، والمخاطر الجيوسياسية، وتقلبات السوق. ومن اهم إيجابيات الاستثمار في الذهب عندما تنخفض الأسعار هي:
فرصة الشراء: يمكن أن يوفر انخفاض أسعار الذهب للمستثمرين فرصة جيدة لشراء الذهب بتكلفة أقل وزيادة ممتلكاتهم. وهذا يمكن أن يساعدهم على الاستفادة من أي ارتفاع مستقبلي في أسعار الذهب أو تنويع محفظتهم الاستثمارية.
القيمة طويلة المدى: يتمتع الذهب بتاريخ طويل في الحفاظ على قيمته بمرور الوقت وعبر الدورات الاقتصادية المختلفة. ولذلك، فإن الاستثمار في الذهب يمكن أن يوفر قيمة طويلة الأجل للمستثمرين الذين يتمتعون بأفق طويل الأجل وشهية منخفضة المخاطر.
التحوط من التضخم: يمكن أن يعمل الذهب كتحوط ضد التضخم، مما يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للأموال والأصول الأخرى. ويميل الذهب إلى الارتفاع عندما يكون التضخم مرتفعا أو من المتوقع أن يرتفع، حيث يسعى المستثمرون إلى حماية ثرواتهم من فقدان قيمتها. ولذلك فإن الاستثمار في الذهب يمكن أن يساعد المستثمرين في الحفاظ على قدرتهم الشرائية والحفاظ على مستوى معيشتهم.
هل يعاود سعر الذهب ارتفاعه أم سيواصل الانخفاض؟
يرى خبراء أسواق المال أنه من المتوقع أن تخفض البنوك المركزية أسعار الفائدة، الأمر الذي من شأنه أن يحد من احتمالات الهبوط للذهب، إن لم يكن يرفعه إلى مستويات قياسية جديدة، حيث ترى بعض التوقعات أن يصل الذهب إلى 2500 دولار على المدى القصير.
وفي كل الأحوال، الشيء الوحيد الذي يمكن للمستثمرين فعله هو مراقبة اتجاهات السوق وتعديل استراتيجياتهم وفقًا لذلك، ولكي تحظى بتجربة تداول ناجحة وآمنة عليك أن تختار وسيط تداول تحترف وموثوق وذو سمعة كبيرة مثل أكسيا. قم بالتسجيل الآن.